دعوة » مواقف

رئيس (الحسبة) السابق: الأمير نايف أوصاني بالستر والرفق بالناس

في 2015/12/07

الحياة السعودية-

كشف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق الشيخ عبداللطيف آل الشيخ عن آخر وصايا ولي العهد وزير الداخلية سابقاً الأمير نايف بن عبدالعزيز، التي وجهها إليه أثناء آخر زيارة التقاه فيها، إذ قال له: «أوصيك بالستر والرفق واللين مع الناس»، وهي الوصايا الثلاث التي حملها معه آل الشيخ ليجعلها منهاجاً له ولأعضاء هيئة الأمر بالمعروف كافة.

وما أن لقي آل الشيخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجلسه، حتى قال له: «بيضت وجهي الله يبيض وجهك». هنا كانت نقطة التحول في إدارة هذه المنظومة الحساسة، التي لقيت «قبولاً كبيراً» لدى المجتمع من خلال الإدارة الواعية التي لا تبحث عن التسلط على الناس، ولا فضحهم، أو التجسس عليهم «إنما المعاملة بالحسنى التي حسنت بدورها سمعة وصورة الجهاز لدى الناس».

عدد من الإعلاميين والمثقفين السعوديين أطلقوا بادرة «شكراً»، الهادفة إلى تكريم عدد كبير من المسؤولين السابقين في الدولة، الذين قدموا الكثير للأجهزة الحكومية وقاموا بتطويرها إدارياً والارتقاء بخدماتها أمام المواطنين والمقيمين.

فريق الإعلاميين توجه في أول بادرة له استعرض في منزل آل الشيخ مسيرته في «الهيئة»، فكان من أبرزها أنه منع المتعاونين من ضبط المخالفات في جهاز الحسبة «لتنظيم العمل الإداري والميداني، بما يكفل الصدقية، وضبط الوقوعات، وحاسب المتجاوزين من منسوبي الجهاز بكل شفافية ووضوح». ومن أهم إنجازات آل الشيخ «منع المطاردات بعربات الحسبة، حفاظاً على أرواح المخالفين وعامة المارة، والاكتفاء بتدوين أرقام العربات، وتمريرها إلى الأجهزة الأمنية المعنية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وإزالة «دعامات» جميع مركبات الحسبة، تأكيداً على قرار منع المطاردات الميدانية واتباع القرارات الصادرة عوضاً عنها في مثل تلك الحالات».

إلى جانب محاولته توظيف العنصر النسائي في جهاز الحسبة، وذلك كما هو معمول به في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووزارة التعليم، وتخصيص مقار مستقلة تماماً لهن، لتسهيل مراقبة المحال النسائية المغلقة (التجارية وصالونات التجميل)، والكليات والجامعات وإسكانها، إذ يتعذر على أعضاء الحسبة من الرجال الوصول لها بشكل مطلق، علماً بأن عدد المتخرجات في تخصص الحسبة يتجاوز 450 خريجة.

وأكد عدد من الإعلاميين في حديثهم أثناء الجلسة المفتوحة «شفافية» آل الشيخ المطلقة في تكريم وتأديب منسوبي جهاز الحسبة، وفقاً للإجراءات والقواعـــد النظامية المتبعة، مع إصدار بيانات مستمرة من المتحدث باسم جهاز الحسبة في ذلك الشأن، توثيقاً لخضوع جميع منسوبي الحسبة للنظام. ومن إنجازاته أيضاً إنشاء وحدات مهمة في الجهاز، ومنها وحدة «جرائم الابتزاز»، وهي أهم وحدة تم إنشاؤها حديثاً وفقاً لما صدر من إحصاءات من جانب الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ.

وأشار الكاتب الدكتور عبدالسلام الوايل، في كلمة له أثناء الزيارة، إلى أن الدراسات الخاصة بالتنظيم الإداري تشير عادة إلى مصطلح «الرفض المؤسسي»، والمقصود به هو رفض المؤسسات من داخلها للإصلاح، إما أنها تعودت على طريقة عمل معينة، أو لأن الإصلاح يهدد طريقة العمل المعتادة في المؤسسة، أو أنه يهدد مصالح الناس المستقرين في المنظمة لفترات طويلة، وأصبحت لهم مصلحة وقاموا ببناء شبكة من العلاقات، تهددهم هذه الإصلاحات.

وأضاف الوايل: «إن رفض المؤسسات لإصلاحات القادة ليست جديدة، بل معروفة في أدبيات المنظمات بشكل عام، ونلاحظ أن الشيخ عبداللطيف حينما حاول أن يبدأ بإصلاح الهيئة، واجه هذا الرفض المؤسسي المتوقع، ولكنه لم يستسلم ولم ينثن عن تحديه ومكافحته على رغم كل الضغوط».

وفي إطار آخر، أجاب آل الشيخ عن سؤال حول أسباب رفض بعض الدعاة والمشايخ وهجومهم المستمر عليه، فقال: «جزاهم الله خيراً، يفعلون هذا لأن لهم إرثاً سابقاً معي، إذ كنت أمنعهم وأعاقب المتجاوزين منهم، نتيجة المواضيع التي يطرحونها في خطبهم وفي محاضراتهم، وذلك عندما كنت مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) عندما كان أميراً للرياض آنذاك».

يذكر أن بادرة «شكراً» ستتجه تالياً لتكريم وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجه، بوصفه ثاني المسؤولين المُحتفى بهم خلال الفترة المقبلة، وسيتم الإعلان عن الزيارة في وقتها.