من هنا وهناك » من هنا وهناك

التحديات الجغرافية التي تواجه السعودية

في 2015/12/10

ستراتفور- ترجمة: علاء البشبيشي- شؤون خليجية-

تضم المملكة العربية السعودية أغلبية السكان في شبه الجزيرة العربية، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا، حيث يحدها غربًا البحر الأحمر، وشرقًا الخليج العربي والإمارات العربية المتحدة وقطر، وشمالًا الكويت والعراق والأردن، وجنوبًا اليمن وسلطنة عمان.

وتشغل السعودية أربعة أخماس شبه جزيرة العرب، بمساحة تقدر بنحو مليوني كيلومتر مربع، كما تحيط الصحاري الشاسعة بهضبة نجد الوسطى، التي هي نواة المملكة العربية السعودية، وتشكل عاصمة البلاد، الرياض.

وتواجه المملكة تحديات جغرافية، أهمها:

(1) السيطرة على أراضيها قليلة السكان.

(2) والحفاظ على الممرات الملاحية في مضيق هرمز.

أما مكة والمدينة، وهما أقدس مدينتين في الإسلام، فمحميتان بالجبال في الغرب، ومحاطتان بالبحر الأحمر. ويعتبر أمن هاتين المدينتين هو مفتاح شرعية النظام الملكي.

أما انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، فهو الذي مهَّد الطريق أمام آل سعود لتوحيد الأراضي التي أصبحت المملكة العربية السعودية في عام 1932.

وكان النفط والغاز الطبيعي هما المكون الرئيسي لصادرات البلاد، ومصدر ثروتها، منذ اكتشافهما في عام 1938.

وتضم المنطقة الشرقية المضطربة معظم احتياطيات النفط في المملكة، وهو ما يجعل البلاد عرضة للغزو من الشمال أو الخليج.

كما تُعَرِّض الروابط القبلية العابرة للحدود السعودية لاضطرابات في الجنوب على الحدود مع اليمن.

فيما تحدّ ندرة المياه العذبة، والكثافة السكانية الصغيرة، من القدرات الدفاعية للمملكة العربية السعودية.

ولأن الغالبية العظمى من صادرات النفط السعودية تمر عبر مضيق هرمز، الممر المائي المزدحم، تعتمد المملكة تاريخيًا على قوة أجنبية لتحقيق التوازن مع منافسها الإقليمي، إيران، وإبقاء المضيق مفتوحًا.

لكن طالما استمر ارتفاع الاستهلاك العالمي من النفط، سوف تستمر المملكة العربية السعودية في لعب دور مهيمن في الشرق الأوسط، على الرغم من التحديات الجغرافية.

وبحسب الكتاب الإحصائي السنوي، الصادر عام 2014 عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، التابعة لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، تتنوع تضاريس المملكة؛ نظرًا لاتساع مساحتها:

فعلى امتداد البحر الأحمر سهل تهامة الساحلي الذي يبلغ طوله نحو 1100 كيلومتر، ويتسع عرضه ليبلغ 60 كيلو مترًا في الجنوب، ويضيق تدريجيًا في توجهه شمالاً نحو خليج العقبة.

وترتفع إلى الشرق من هذا السهل سلسلة جبال السـروات، والتي يتراوح ارتفاعها ما بين 9000 قدم في الجنوب، ويقل الارتفاع تدريجيًا كلما اتجهت شمالاً لتصل إلى 3000 قدم. وتنحدر منها أودية كبيرة تتجه شرقاً وغربا، مثل وادي جازان ووادي نجران ووادي تثليث ووادي بيشه ووادي الحمض ووادي الرمة ووادي ينبع ووادي فاطمة.

وتلي هذه السلسلة من جهة الشرق هضبة نجد ومرتفعاتها، التي تنتهي شرقاً بكثبان الدهنـاء وصحراء الـصمان، وجنوبًا بمنطقة يتخللها وادي الدواسـر، وتحاذي صحراء الربع الخالي.

ومن الشمال تمتد سهول نجد إلى منطقة حائل حتى تتصل بصحراء النفود الكبرى ثم بحدود العراق والأردن، كما يوجد بها بعض المرتفعات الجبلية مثل جبال طويق والعارض وأجا وسلمى.

أما صحراء الربع  الخالي فهي تشكل الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة، وهي منطقة صحراوية كبيرة تقدر مساحتها بـ 640000 كيلو متر مربع، تتكون من كثبان رملية وسبخات. أما السهل الساحلي الشرقي وفيبلغ طوله نحو 610 كيلو مترات، وتتخلله مساحات كبيرة من السبخات الملحية والمناطق الرملية.