سياسة وأمن » تصريحات

غياب تعريف الإرهاب عن كل التحالفات

في 2015/12/24

ابراهيم الشدوي- الشرق القطرية-

التناقض بين الأقوال والأفعال ظاهر جليا بين التحالفات المحاربة للإرهاب , وأول هذه التناقضات هو عدم تعريف الإرهاب فتحديد الأهداف المراد محاربتها في سوريا والعراق أو كما يدعون محاربة الإرهاب في جميع أنحاء العالم , وعندما يتم تكليف الأردن بعمل قائمة بالمنظمات الإرهابية يتضح الأمر أن الإرهاب انحصر في الشرق الأوسط , وليس في جميع أنحاء العالم كما تقول أقوالهم في الإعلام وهنا تضاربت الأجندات الدولية حول تعريف الإرهاب والتطرف بين المتحالفين المحليين والإقليميين والدوليين بل ربما ينطبق تعريف الإرهاب على أحد في داخل تلك الدول المحاربة للإرهاب و المراد منها تعريف الإرهاب .

وعندما ترفض روسيا وإيران وضع حزب الله في لبنان ضمن قائمة الإرهاب وتصران على أن يكون ضمن القائمة جبهة النصرة وأحرار الشام المدعومة من تركيا وقطر والسعودية فهذا هو التخبط بعينه , وعندما كلفت روسيا المتزعمة محاربة الإرهاب في سوريا والأردن بعمل هذه القائمة التي تعتبر مستحيلة أن تتوافق مع الأجندات كاملة فإن ذلك يجعل الصراع حول هذا التعريف في منطقة ضبابية .

فعندما توضع حركة مثل حركة أحرار الشام وهي حركة معارضة إسلامية معتدلة , ينطوي تحت لوائها أغلب الفصائل الاسلامية المعتدلة فهنا يكون الصراع ضد كل اطياف الشعب السوري وفي هذه الحالة يصبح الشعب السوري كله إرهابيا حسب رغبة روسيا وإيران الداعمتين لحكم بشار الأسد فيها وهنا استبقت الرياض الزمن قبل إصدار المذكرة الأردنية التي كلفت بها من قبل المتحالفين واحتضنت مؤتمر المعارضة السورية فأصدرت ميثاقا يحدد أهداف القوة المختلفة مما دعا في عشية انتهاء المؤتمر في السعودية إلى ظهور لبيب النحاس المسؤول عن ملف الشؤون الخارجية في أحرار الشام بوصف حركته انها رأس الحربة في مواجهة داعش ولا يمكن القبول بوضعها على قائمة الإرهاب المزعومة .
وقد طالب في نفس اليوم بإصدار بيان يرفض فيه أن تكون مخرجات قوة التحالف أن تهدد علاقة أحرار الشام بحلفائها وفي مقدمتهم جبهة النصرة التي وضعتها الأردن في مقدمة اللائحة الإرهابية المكلفة بإخراجها وتسليمها للتحالف مما دعا إلى خروج أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في مؤتمر صحفي ليهاجم بشدة مقررات الرياض ويتوعد بإفشالها لأنها مؤامرة على سوريا وشعبها , وهنا نجد ان التخبط والارتباك يلاحق التحالفات السابقة واللاحقة على مستوى الاقوال والأفعال كما ذكرنا . ولا معلومات واضحة لحد الآن على اللائحة الأردنية التي تعتمد في إصدارها على القدرات الاستخباراتية الأمنية الأردنية , وتلاقي ضغوط من القنوات الدبلوماسية من جميع اطراف التحالف .
وهنا تعجز الأردن عن الوصول إلى قائمة توافقية للمنظمات الإرهابية المراد قتالها وبما أن روسيا متصدرة لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط بعد تخلي أمريكا وأوربا عن هذه المهمة التي تزعّمها أوباما في عمل التحالف الدولي سابقا فقد اختار الوقت المناسب لينسحب , لكي يجعل روسيا في مواجهة التحالف الإسلامي الذي أعلن عنه لاحقا ويبقى الصراع ضد الإرهاب مجهول الهوية دون تحديد من يراد قتاله بحجة الإرهاب.