دول » السعودية

(نيويورك تايمز): الحرب التي تقودها السعودية في اليمن تمزق العلاقات مع الولايات المتحدة

في 2015/12/24

نيويورك تايمز- ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن تمزق العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى رعاية الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، لجلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتسليط الضوء على العواقب الوخيمة للحرب في اليمن، إلا أن الاجتماع أثار أيضًا التساؤلات بشأن الجرائم المحتملة التي ارتكبت في الهجوم العسكري بقيادة المملكة المدعوم بشكل نشط من قبل البنتاجون.

وتحدثت الصحيفة عن أن الولايات المتحدة تعيد تزويد الطائرات الحربية للتحالف بالوقود، وتقدم الدعم الاستخباري للتحالف الذي تقوده السعودية، والذي يحاول هزيمة المتمردين الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أنه ومنذ بدء الضربات الجوية في مارس، قتل أكثر من 2700 مدني، وتعرضت عشرات المدارس والمستشفيات لهجمات، وحذرت الأمم المتحدة من خروقات للقانون الدولي.

وذكرت أن المفوض الأعلى لحقوق الإنسان "زيد رعد الحسين"، اتهم طرفي الصراع في اليمن بمهاجمة المدنيين، إلا أنه تحدث عن تحمل التحالف الجزء الأكبر من المسؤولية بفعل الضربات الجوية.

واعتبرت الصحيفة أن الاتهامات الموجهة للتحالف والأزمة الإنسانية والصحية في اليمن، وضعت الولايات المتحدة في وضع دبلوماسي معقد ومحرج، إلا أن دعوة المسؤولين الأمريكيين لـ"الحسين" لإطلاع مجلس الأمن، مؤشر على أن الشروخ في العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية تبدأ في الظهور.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة الأمريكية "سامانثا باور"، حثت المسؤولين السعوديين على النظر في الحوادث المتعلقة بقصف مواقع المدنيين، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لتجنب تكرارها في المستقبل، وتحدثت الاثنين الماضي، عن أن المسؤولين الأمريكيين حثوا السعوديين بشكل غير علني على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحكم الصراعات، مشيرة إلى أن محادثات من هذا القبيل حدثت على كافة المستويات مع الحكومة السعودية.

لكن الصحيفة أشارت إلى أنه وعلى الرغم من تلك المحادثات، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تعرقل إرسال صفقة أسلحة للسعودية مؤخرًا، ولم تتحدث عن أنها ستسحب دعمها للعمليات التي تقودها السعودية، كما لم تتحدث عن أنها ستقوم بإجراء تحقيقاتها الخاصة في الضربات الجوية، التي قد ترقى لدرجة الجرائم الخطيرة.

وأضافت الصحيفة أن جزءًا من صعوبة التعامل مع السعودية يتعلق بدورها، المتمثل بكونها القوة السنية الرئيسية في الشرق الأوسط، كما أن الولايات المتحدة يجب عليها أن تتعامل مع مصالح المملكة في المنطقة، في ظل سعيها لتطوير علاقاتها مع إيران، كما أن التعاون السعودي حيوي لإنهاء الحرب في سوريا.

ونقلت عن "ستيوارت باتريك" من مجلس العلاقات الخارجية، أن الولايات المتحدة تريد لهذا الصراع أن ينتهي في أقرب وقت ممكن، ومحبطة من الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.

وأضاف أن كون أمريكا هي التي زودت التحالف بكثير من الأسلحة التي يستخدمها ضد الأهداف في اليمن، يجعل أمريكا قلقة بشكل واضح من ربطها بالفظائع التي ترتكب هناك، والوضع الإنساني المتدهور.