تواصل » تويتر

الابتزاز الإلكتروني.. خطر المافيات الدولية يحدق بشباب الخليج

في 2015/12/25

الخليج اونلاين-

"أنا وحدي في البيت والحين أريد أشوفك على الكاميرا، أنا وأنت بس، ضروي الآن، استعجل بدون مقدمات". جمل يسطر أحرفها شباب يتنحلون أسماء وهمية في كثير من الأحيان، تعبر أثير الرسائل الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بشكل يومي، وفي أحيان كثيرة يليها لقاء "حميم" عبر سكايب، ويبقى السؤال هو من ينتحل ويحاول أن يخفي شخصيته خلف اسم مستعار ليطلب الصداقة من فتيات عبر فيسبوك؟

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الابتزاز الإلكتروني الجنسي (عبر سكايب، فيسبوك) في دول الخليج، عبر انتحال شخص ما اسماً مستعاراً لفتاة أو رجل، إلا أن دول الخليج بدأت ترصد الحالة التي تعتبرها الأنظمة الداخلية والأجهزة الأمنية ضمن الجرائم الإلكترونية.

- ما هو الابتزاز الإلكتروني؟

والابتزاز الإلكتروني، هو قيام عصابات متخصصة بتسجيل مقاطع فيديو غير لائقة للضحايا عبر الإنترنت ثم تهديدهم بنشرها ما لم يدفعوا مبالغ مالية ضخمة، إذ تخوض عصابات تعرف بـ "متعددة الجنسيات" حرباً افتراضية سلاحها الجنس عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسكايب، وتجذب الشباب الخليجي وراء مسميات كالحب وربما الجنس في محادثة سريعة مع فتاة يعتقدون أنها جميلة تحقق رغبات الشباب الطامح، إلا أن تلك المحادثات الساخنة تعتبر المرحلة الأولى من عملية ابتزاز قد تمتد لفترة طويلة لتحقيق مصالح مادية.

[3434]

نشوة زائفة لدقائق معدودة كفيلة بأن تدمر حياة ضحية الابتزاز الجنسي الإلكتروني، إذ تتجاوز الأزمة رغبة المبتز في استنزافه مالياً، إلى مأساة إنسانية واجتماعية ونفسية.

- اضطراب سلوكي وعدم استقرار

والمتورط في جرائم الابتزاز الجنسي الإلكتروني، شخص يعاني اضطراباً سلوكياً وعدم استقرار عائلي، يدفعه إلى اللجوء إلى ممارسات خفية تعوضه عن غياب الأسرة، كما يعاني نوعاً من الضعف وانعدام الثقة بالنفس يجعله صيداً سهلاً لتلك العصابات، بالإضافة إلى أنه عادة يتعلم هذه التصرفات من أشخاص آخرين، وفقاً للاستشاري في الطب النفسي في جامعة زايد في الإمارات، حسام عبد الخالق.

ويضيف عبد الخالق، لـ"الإمارات اليوم"، أن الإدمان على الجنس الإلكتروني يشبه تماماً الإدمان على المخدرات، فيتعلم الشخص هذا السلوك غالباً في سن المراهقة، وتدريجياً يعتاد عليه عقله وغريزته ويصعب عليه الإقلاع عنه، مشيراً إلى أن مدمن الجنس الإلكتروني يكون صيداً سهلاً لعصابات الابتزاز، لأنه لا يكون في حالة اتزان عقلي ونفسي كامل أثناء ممارسة هذه السلوكيات، فيتم استغلاله في هذه اللحظات، لذا تجد أشخاصاً لديهم معرفة سابقة بمخاطر الابتزاز الإلكتروني ورغم ذلك يقعون فيه.

- مكافحة الجريمة

وخلال نشاطاتها، للحد من جريمة الابتزاز الإلكتروني، تشير جمعية "لا للابتزاز"، (وهي جمعية تطوعية تهدف إلى دعم ضحايا جرائم الابتزاز الإلكتروني عبر برامج التواصل الاجتماعي)، إلى أن وكالة "ويسترن يونيون"، للتحويل المالي فيها كاميرات مراقبة ترصد أي مبتز يستلم الأموال، لذلك على الضحايا الاحتفاظ بالإيصالات لأنها إدانة ضد أي مبتز عند مقاضاته.

وتشير الجمعية عبر موقعها على "تويتر" إلى أن 15 رجلاً في السعودية يقعون ضحايا الابتزاز الإلكتروني يومياً من قبل عصابات متخصصة باستهداف الرجال في منطقة الخليج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف، إذ تم تسجيل ما يزيد عن 30 ألف حالة ابتزاز لرجال في منطقة الشرق الأوسط، والسعوديون هم الضحايا الأبرز لهذه العصابات، يليهم الكويتيون ثم الإماراتيون.

- ضحايا الابتزاز

ومع الانتشار المخيف لهذه الجرائم في دول الخليج، بدأت دول مجلس التعاون بإعداد دراسة مسحية عن ضحايا ظاهرة الابتزاز الجنسي الإلكتروني، بهدف حصر الأسباب الحقيقية لحدوثها، وتقديمها إلى الجهات الحكومية المعنية، لرسم السياسة المناسبة في التعامل معها، إلا أن معظم المجتمعات العربية تخشى مناقشة هذه المواضيع ويتم التكتم على الجريمة وضحاياها، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع مزيد من الضحايا لكلا الجنسين بالجريمة نفسها.

ووفقاً لمسؤولين خليجيين، فإن 50% من المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي يستخدمون غرف المحادثة، ما يجعل عدداً كبيراً منهم عرضة للابتزاز الجنسي الإلكتروني.

المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات، حمد عبيد المنصوري، ذكر، لصحيفة الإمارات اليوم في وقت سابق، أن الهيئة تتحرك بشكل وقائي لحماية أفراد المجتمع الإماراتي من النتائج المدمرة التي تنجم عن الوقوع في فخ فئة من المتربصين والانتهازيين، الذين تدفعهم نزعات منحرفة لاستدراج الآخرين في فخ الابتزاز.

وأشار إلى أن حكومة بلاده أجرت دراسة مسحية ترتكز عبر مشروع موسع ينقسم إلى مرحلتين، الأولى وقائية وتركز على كيفية حماية الحسابات الشخصية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتأمين البريد الإلكتروني ضد الاختراق، في حين تركز المرحلة الثانية على ما بعد المشكلة، وتتناول كيفية التعامل في حال حدوث أي تسريب للبيانات والمعلومات، أو تعرض أي فرد لتهديد وابتزاز.

- نشوة وهمية

ويرى مراقبون أن بعض الشباب الخليجي، الباحث عن الحب أو الجنس أو النشوة الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح هدفاً ثميناً للعصابات "متعددة الجنسيات"، التي تبتكر العديد من الطرق والأساليب لإيقاع الشباب في شباكها، عبر المحادثات والإغراءات الجنسية، وتوريطه وابتزازه بطرق مبتذلة، للحصول على المال مقابل عدم التشهير به.

ومهما كان الفيديو أو الأدلة التي يمتلكها المبتز خطيرة، حسب اعتقاد الضحية، يرى مسؤولون في أمن الاتصالات في الخليج أن حل المشكلة قد يكون أبسط من المتوقع، فتواصل الضحية مع الأجهزة الأمنية في بلده يؤدي في النهاية إلى إنهاء المشكلة، محذرين من أن الرضوخ للابتزاز تكون نتائجه أكبر وأخطر، لأن المبتز سيعاود الاتصال بالضحية لكسب مزيد من المال.

- يوتيوب يستجيب

وخلال تواصله اليومي مع مراكز التبليغات في شركة جوجل، حصل حساب موقع مكافحة الابتزاز الإلكتروني (antiextortion.net) من "يوتيوب" على امتيازات هامة وبعض الصلاحيات، التي تمكّن فريق العمل من حذف أو تشفير الفيديو، فيما يحاول موقع "مكافحة الابتزاز" التابع لكبرى شبكات القانون، الحصول على تلك الامتيازات من شركة فيسبوك أيضاً.

ويتلقى موقع "مكافحة الابتزاز" (وهو موقع ضمن خدمات موقع "محاماة.نت" الشهير والمتضمن أكثر من 130 ألف محامٍ عربي) يومياً عشرات البلاغات عبر الإنترنت عن حالات ابتزاز متنوعة من شباب وفتيات، إذ يسعى الموقع إلى توجيه النصائح والتعامل مع تلك الحالات بأقصى درجات الحذر وبسرية مطلقة وكاملة.

ويطالب المسؤولون في دوائر مكافحة الجريمة الإلكترونية في دول الخليج الشباب بتوخي الحذر في المحادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وسكايب وغيرها، مؤكدين أن أهم خطوة يجب أن يتخذها الضحية هو قطع أي وسيلة اتصال بالمبتز، حتى قبل إبلاغ الأجهزة المختصة، لأن المبتز في أغلب الأحيان لن يخاطر في نشر ما لديه، خوفاً من خسارة ورقة التفاوض.