ملفات » التحالف الإسلامي العسكري

أكاديمي وخبير مصري مهاجما السعودية: «التحالف الإسلامي» طائفي وغير متجانس

في 2015/12/31

الخليج الجديد-

قال الدكتور «سعيد اللاوندي»، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بمصر، إن المملكة العربية السعودية استبدلت «القوة العربية المشتركة» بتحالف إسلامي طائفي وغير متجانس.

وفي انتقاده لـ«التحالف الإسلامي» الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، قال: «يكفي وجود قطر وتركيا فيه»، واصفا الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بأنه رئيس التنظيم الدولي للإرهاب، على حد تعبيره.

وأرجع «اللاوندي» موقف السعودية من رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بأن له خلفية دينية، باعتبار أنه شيعي، موضحا أن ذلك هو السبب وراء إصرار المملكة على وجوب رحيله، مشددا على أن الموقف السعودي تجاه «الأسد» طائفي.

وقال: «إذا جاز لنا أن نتحدث عن تدخل إيران في شؤون البحرين، فعلينا أن نسأل السعودية عن سبب وقوفها في وجه حكومة ميانمار».

وكان «اللاوندي» وصف في وقت سابق «التحالف الإسلامي» العسكري بقيادة السعودية وبوجود مصر وتركيا وقطر في هذا التحالف بـ«الشيء الغريب»، معتبرا أن كل من قطر وتركيا تتدخلان في الشؤون الداخلية لمصر.

وقال «اللاوندي» آنذاك في تصريحات إن سماء المنطقة العربية تمطر تحالفات، وهذا التحالف هو امتداد لمخطط وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، والذي نوه إليه سابقا في إشارة إلى الاحتياج الأمريكي لتدخل قوات عربية خلال الفترة القادمة في سوريا لمحاربة «الدولة الإسلامية»، مؤكدا أن هذا التحالف السني ستكون نهايته بحرب بين التيار الشيعي والسني علي الأرض العربية.

وقد أعلنت المملكة العربية السعودية، في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 35 دولة لمحاربة الإرهاب.

وقال الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي عهد المملكة وزير الدفاع، إن التحالف الجديد لا يستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.

وصدر بيان مشترك جاء فيه أن التحالف سيكون بقيادة السعودية التي ستستضيف مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.

وأورد البيان أن الدول التي وافقت على تشكيل التحالف تضم دولا عربية مثل مصر وقطر والإمارات، إضافة إلى دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وباكستان ودول خليجية وأفريقية.

وذكر البيان أن تشكيل التحالف جاء انطلاقا من أحكام اتفاقية «منظمة التعاون الإسلامي» لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا وتهدف إلى ترويع الآمنين.

أعلن «الأزهر الشريف» في بيان صحفي، ترحيبه بإعلان تشكيل «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، وقال إنه تابع ببالغ الاهتمام البيان الذي صدر بشأن تشكيل التحالف المؤلف من 35 دولة بالعاصمة السعودية الرياض.

ووصف الأزهر هذا التحالف بـ«القرار التاريخي» الذي طالما طالب به شيخ الأزهر في عدة لقاءات ومؤتمرات، مضيفا أن هذا التحالف كان مطلبا ملحا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق.

ودعا «الأزهر الشريف» كافة الدول الإسلامية إلى الانضمام لهذا التحالف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، آملا أن يكون هذا التحالف نواة لتكامل وتنسيق إسلامي في كافة المجالات، معربا عن تطلعه إلى نجاح جهود هذا التحالف في دحر الإرهاب وتخليص العالم من شروره.

وبعد إعلان السعودية هذا التحالف، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار «أحمد أبو زيد» أن «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب» يختلف عن مقترح تشكيل «القوة العربية المشتركة»، مضيفا أن التحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما «القوة العربية المشتركة» فهي تتعامل مع التحديات، التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي نطاق الدول العربية.

وأكد أن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، سواء كان هذا الجهد إسلاميا أو عربيا .

يذكر أن «القوة العربية المشتركة» فكرة أطلقها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وكان وزراء الخارجية العرب توصلوا إلى صيغة المشاركة الاختيارية فيها بعد أن ثارت اعتراضات وتحفظات من بعض الدول، أبرزها العراق الذي أعلن رفضه مبدأ التدخل العسكري مفضلا الحوار السياسي، كما بدا واضحا من بعض خطابات الزعماء العرب أنهم لا يتحمسون لإنشائها، وإن لم يبدوا اعتراضا علنيا عليها.

وأوضح مراقبون أن السعودية والدول التي أيدت فكرة عدم التوقيع على قرار «القوة العربية المشتركة» لا تتفق مع الرؤية المصرية التي ترى ضرورة تشكيل هذه القوة في أقرب وقت لاستخدامها في إنجاز بعض المهام العسكرية في الدول المجاورة مثل ليبيا.