ملفات » إعدام الشيخ نمر باقر النمر

المعارضة السعودية !

في 2016/01/05

محمد الساعد- عكاظ السعودية-

يقدم الغرب من نفذت فيهم السعودية أحكام الإعدام أول من أمس، بتهمة القيام بأعمال إرهابية، باعتبارهم معارضة سعودية، ولنسأل أنفسنا هل هم حقا - كما يزعمون - جماعات معارضة، تعمل من خلال برنامج واضح، أساسه الوطنية والإخلاص للدولة والعاصمة المنتخبة والعلم المرفوع؟

أم أنها حركة إرهابية انفصالية، تمارس القتل والتفجير، ذات ولاءات عابرة للحدود، بدءا من أسامة بن لادن والبغدادي، ومرشدي جماعة الإخوان، مرورا بخامنئي ونصر الله، وأخيرا نحو حلم إعادة الاحتلال العثماني للبلاد العربية.

قبل أسابيع نشر في الصحف السعودية بيان مقتضب عن إحالة المدعي العام السعودي لـ «معارض» سني سعودي، عضو في تنظيم سري ذي امتدادات عالمية، للمحاكمة بتهمة الدعوة لانفصال إقليم الأحساء.

هذا المعارض - النموذج - قدم نفسه على مدى سنوات كمعارض سلمي، لكنه لم يكن مؤمنا بالوطن بشكله الذي ارتضاه الناس منذ مائة عام.

معارضنا الأممي اعتقد أنه من خلال سعيه لانفصال إقليم الأحساء - الذي ينتمي إليه-، أنه يحقق الخطوة الأولى في تدمير الدولة وإعادة بنائها، حسب رؤيتهم الأممية.

تعريف المعارضة حسب ما يقوله علم السياسة، يعني: الجماعة أو المجموعة أو الأفراد الذين يختلفون مع أي حكومة حول القضايا أو التشريعات أو السياسات التي تتبناها، وتصبح المعارضة شرعية عندما تُمارس تلك المعارضات في الإطار الوطني، وضمن المؤسسات التي ارتضاها الشعب.

إذًا المعارضة الوطنية تتيح لك أن تختلف مع برامج الحكومة، لكنها تفرض عليك ألا تختلف مع الدولة ولا الوطن أبدا، لأن الحرب على الوطن من المحرمات، وبلا شك خيانة.

ولنأخذ نشاط ما تزعم أنها المعارضة خارج البلاد، والتي اتخذت من بريطانيا وواشنطن مقرات لها، لتكن أساسا ننطلق منه في فهم تلك المعارضات، وامتداداتها الداخلية والدولية.

أولا تلك المعارضات هي صاحبة أيديولوجيا قتالية، ترفض كل الآخر الذي لا يؤمن بما تؤمن به، وتقضي جل وقتها في محاولة استئصاله، وهي بالتأكيد ليست معارضة وطنية، بل جماعات تخريبية، تسعى من خلال برامجها وأذرعها العسكرية، إلى وهم إحداث انقلابات أو هدم للدولة، على غرار دعمها الأعمال الإرهابية التي شهدتها المملكة في العام 2003، أو أحداث العوامية، وبالسعي لإطلاق الاحتجاجات والثورات الغوغائية على غرار ما حدث في «الخريف العربي»، واللعب على عواطف الجماهير، وتصفير رصيد الدولة لدى أبنائها.

كما أن تلك الامتدادات اتخذت في نشاطها المشبوه مبدأ يقوم على التحالف مع كل عدو مضاد للسعودية، بدءا من الخمينية، ومرورا بالصدامية، وانتهاء بالإخوانية والعثمانية الجديدة، وفي الوقت نفسه تشويه كل منجز وطني وتضخيم الاجتهادات، وحصر المجتمع داخل الصراعات، بينما يتم تمجيد الآخرين خارج الحدود، وتقديسهم والتغاضي عن أخطائهم بل وتبريرها، واعتبارها من ضرورات السياسة ودهائها.

هذا لا يعني بالضرورة عدم وجود نخب وطنية من مختلف المذاهب والخلفيات، واعية بوطنها، تسعى لبنائه ومكافحة الفساد، وتسليط الضوء على المناطق المعتمة اجتماعيا وتنمويا، والتعبير عن ذلك من خلال وسائل عديدة، يمكن تطويرها مستقبلا، لكنها متوفرة حاليا ويمكن استخدامها بكفاءة.