ملفات » إعدام الشيخ نمر باقر النمر

قطع الألسنة!

في 2016/01/05

محمد اليامي- الحياة السعودية-

بالنسبة لمواطن ومقيم وزائر ينشد الأمن والطمأنينة فقد يخالجهم إحساس عاطفي بتأخر القصاص من مجرمي الإرهاب وسفك الدماء وترويع الآمنين والسعي في الأرض فساداً، وبالنسبة لأهالي الضحايا من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين الذين عاهدناهم بالأمان فربما يكون التأخير أكثر، لكن بالنسبة لحكومة تأنت لأسباب تتعلق بمحاكمات واضحة عادلة، وترك الأمر للشرع، والمزيد من التحقيقات، واستثمار القبض على البعض في حماية الناس من آخرين لم يتم القبض عليهم، كان التوقيت جيداً، ولم يكن تأخيراًَ.

أجمل ما قيل في اليومين الماضيين من التعليقات العفوية هو تصريح زوجة الشهيد فهد وزنة التي اكتفت باختصار تعليقها في «الحمد لله الذي نصرنا عليهم»، كررتها بعفوية وحبور، لم تقل نصرني، أو نصر أيتامي، بل اختارت أن الوطن والناس جميعاً انتصروا على البغي والعدوان.

حسناً قطعت بعض الرقاب بتنفيذ الحد الشرعي، والبقية ستأتي، ويبدو أيضاً أننا بحاجة إلى قطع بعض الألسنة، حتى يقل عدد الرقاب التي تقطع، فلقد أودي كثير من الألسنة بحياة الناس، الأبرياء منهم، أي الضحايا، ومن اتبعوا تلك الأفكار، أي المجرمين، وكما كان السيف حاسماً في أخذ الحق وإقرار العدالة وفق الشريعة الإسلامية، يجب أن تكون الأنظمة ومن خلفها الناس سيوفاً حاسمة ضد المحرضين، وضد من يحاولون «تمييع» الأمور وعدم تسمية الأشياء بمسمياتها.

قص الألسنة، كما الرقاب لا يشمل فقط المحرضين والمنظرين ومن يزرعون بدأب وهدوء فكر الإرهاب والتطرف ومعاداة الإنسانية والوطن حكومة وشعباً، إنه أيضاً يشمل، أو يجب أن يشمل الألسنة التي لا تفتأ تقلب الحقائق كما رأينا في تلفزيونات كثيرة علقت على الأخبار يوم السبت الماضي، ولعلكم لاحظتم أن النسخ العربية من تلفزيونات عالمية مشهورة لديها طواقم إعداد وتقديم لها مواقف ضد كل ما هو سعودي، مواقف مسبقة الدفع، تشحنهم كما تشحن بطاقات الهاتف، ولا يخفى على ذي بصيرة من يقوم بالدفع.

الموتورون ضد السعودية، أو المستأجرون من بعض أعدائها يعملون في حيز ضيق من الممارسة الإعلامية كانت تعرف قديماً باسم «الدكاكين»، والدكاكين الإعلامية هي جهات أو أشخاص يظهرون في المناسبات، يكيلون التهم للخليج الغني في محاولة لاستجدائه من تحت الطاولة، وهناك قصص وحوادث قديمة يعرفها المخضرمون وسمعناها من أساتذة لنا عايشوا بعضها.

يظهر عليك عربي مقيم في عواصم معيشتها مكلفة بمظهر المناضل يلغي كياننا واستقلال قرارنا، ونزاهة قضائنا، بل يلغي كل الدماء التي سالت، والدموع التي انهمرت من ذوي ضحايا الإرهاب، في مقابل «الكاش» الذي يقبضه، وحجة من يستضيفه أنه يأتي برأي آخر، أو رأي ثاني، على رغم أنه في كثير من التعليقات والتقارير لم يأت بالرأي الأول من الأساس.

لماذا لا يستضيف هؤلاء الأرامل والأيتام والآباء والأمهات الذين فقدوا رجلاً كان مركز حياتهم لأن «لساناً» ما أفتى بتكفير الناس؟ لأن مثل الضيف سيقربهم من الإنصاف، وهم أبعد ما يكونون عنه.

القاتل يقتل في كل شرائع السماء وقوانين الأرض العادلة.