دول » السعودية

السيناريوهات السوداء لمستقبل المنطقة مع تصاعد الخلاف بين السعودية وإيران

في 2016/01/07

سامية عبدالله- شؤون خليجية -

سيناريوهات متشائمة تخيم على مسار الأزمة السورية واليمنية والقضاء على تنظيم الدولة "داعش" بالفترة المقبلة في ضوء تصاعد الصراع بين السعودية وإيران، وبخاصة في ظل سياسة الحياد الأمريكي المفسر لصالح إيران، بما يمثل دعما غير معلن وكارت أخضر لدعم أذرعها الشيعية المسلحة، حيث تهمين طهران على جماعة الحوثي باليمن ونظام الأسد بسوريا وهياكلهم العسكرية والأمنية، وهي من ستدير فعليا بعد أيام المفاوضات المرتقبة للتسوية في البلدين.  

في الوقت نفسه استبعد مراقبون الدخول في حرب مباشرة بين السعودية وإيران مع ترجيح اشتعال ساحات الحر بالوكالة.

وضع  قابل للانفجار

في حوار مع الكاتب السعودي جمال خاشقجي، لشبكة "CNN" الأمريكية، أمس الثلاثاء، أكد أن "الأمور تتجه نحو الأسوأ، فالسعودية ستبذل المزيد من الجهد لدعم الشعب السوري وستقود نحو المزيد من المواجهة ضد الإيرانيين وكذلك الروس للأسف الذين سيدعمون إيران، ولكن الوضع الحالي قابل للانفجار بأي لحظة بين السعودية وإيران ويمكن أن تتدهور الأمور وتقع كارثة في الشرق الأوسط، ولذلك يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الرئيس أوباما، أن ينظر بجدية إلى الملف السوري محاولا إنهاء الصراع في ذلك البلد".

وأضاف خاشقجي:"المسألة السورية لن تقتصر على سوريا فحسب بل قد تمتد للمنطقة برمتها، حتى أن باكستان ستدخل على خط هذا الملف، وتركيا موجودة فيه أصلا، وكذلك في اليمن"، وتابع: "على المجتمع الدولي أن ينظر بجدية إلى المشاكل في الشرق الأوسط وإلا فإننا كسعوديين سنضطر لأخذ الأمور على عاتقنا بمفردنا لأننا من يتعرض للهجوم ويضطر للدفاع عن نفسه".

في سيناريو تشاؤمي قال بوب بير، محلل الشؤون الاستخباراتية والأمنية في شبكة "CNN" الإخبارية، في مقابلة مع الشبكة: "أرى ما يجري حربا جديدة لمدة 30 عاما، وسنعيش خلال هذه الأحداث لعقود من الزمن، فلا يوجد حل سهل وبسيط، ولا يوجد حل دبلوماسي محض لذلك".

تقوية داعش وتأزيم الملفات الحرجة

 حول تداعيات الأزمة بين السعودية وإيران على المنطقة قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها أمس الثلاثاء: "إن توسع الخلاف بين السعودية وحلفائها السنة ضد الحكومة الشيعية الإيرانية يدفع المنطقة بشكل خطير نحو الصراع".

وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقفت في منتصف الطريق في ظل سعيها لإقامة علاقة وثيقة مع إيران وفي نفس الوقت احتفاظها بتحالفها الطويل مع السعودية، وذكرت أن الأزمة الحالية بين البلدين قد تزيد من تعقيد جهود التوصل إلى حل للحرب في سوريا وقد تتسبب في تقوية تنظيم "داعش".

وحذرت من أن الخلاف الحالي بين السعودية وإيران من المرجح أن تكون لها تداعيات على الحروب المشتعلة في أجزاء من الشرق الأوسط، وبعض تلك الحروب مشتعل بفعل العداء بينهما، وأشارت إلى أن الحروب في اليمن وسوريا بشكل خاص معرضة للاتجاه للأسوأ نتيجة الخلاف الحالي بين الرياض وطهران، حيث تدعم البلدين القوى المتصارعة فيهما.

ونقلت عن "محمد بازي" الأستاذ في جامعة "نيويورك" توقعه بألا تتجه الأوضاع لحرب مفتوحة بين البلدين، لكن الأوضاع تتجه لأن تصبح الحروب بالوكالة بينهما أسوأ، مضيفا أن النمط الحالي بينهما يقوم على أنه عندما يصعد طرف فإن الطرف الآخر يصعد أيضا.

وأشار تقرير صادر عن معهد أبحاث استشارية دفاعية في لندن أن تنامي الاستقطاب الطائفي في أنحاء المنطقة سيفيد بشكل أساسي "داعش" الذي يروج للطائفية.

خطورة الحياد الأمريكي

يعد موقف الإدارة الأمريكية أحد أهم محددات مستقبل الصراعات بالمنطقة، فهي تصر على مهادنة إيران على حساب الحليف الخليجي، وعكس ذلك تصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري لشبكة "سي إن إن" بأن "أميركا لا تريد أن  يؤثر التوتر السعودي - الإيراني على العمليات ضد داعش، كما أنها لا تريد أن يؤثر على الانتقال السياسي في سوريا وعلى التحركات التي تهدف إلى جعل المعارضة ونظام الأسد يجلسون على الطاولة، مؤكدا أن واشنطن لن تتدخل في النزاع السعودي الإيراني.

فيما ترى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها أمس، أن البيت الأبيض يسعى لاتخاذ موقف محايد في ظل الخلاف بين السعودية وإيران، وأنه وعلى الرغم من أن المملكة تعد حليفا منذ فترة طويلة للولايات المتحدة إلا أن واشنطن تريد أيضا أن تحافظ على الاتفاق النووي مع إيران، وأن إستراتيجية الحياد ستغضب الرياض في ظل محاولات الولايات المتحدة الابتعاد عن الأزمات المتنامية في المنطقة.

اشتعال الملف السوري

في مؤشر على احتدام المواجهة بين إيران والسعودية في سوريا، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» خلال استقباله المبعوث الأممي إلى سوريا، أمس الثلاثاء: «سنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل مع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية والمبني على مبادئ إعلان جنيف1 ومحادثات فيينا، ونيويورك الأخيرة، التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته».يأتي ذلك قبيل انعقاد المفاوضات السورية في 25 يناير 2016 .        

في المقابل حذر مراقبون من أن التيار الإصلاحي بدأ يضعف لصالح المحافظين عقب إعدام النمر، وأصبح مؤيدا للتدخل العسكري الإيراني الشامل في سوريا، وتؤشر توقعات خبراء إيرانيين باتجاه المعركة في سوريا نحو الاستنزاف الطويل للرد على السعودية.

اليمن قابل للتصعيد

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، تحليلا تناول الساحة اليمنية والحوثيين باعتبارهم ورقة أخرى تمتلكها إيران للرد على السعودية، من خلال "زيادة الدعم العسكري للحوثيين، لممارسة ضغط في الجبهة اليمنية"، خاصة أن الرياض أعلنت بعد إعدام النمر بساعات إنهاء الهدنة التي كانت سائدة في اليمن، واستئناف العمليات القتالية.

وتشهد اليمن تطورات ميدانية تشير لقوة شوكة الحوثيين واستنزافهم للمقاومة مع تهديدهم الحدود السعودية بصواريخ بالستية، ومنذ أيام تدور مواجهات في المناطق الواقعة بين محافظتي لحج، وتعز(وسط)، أسفرت عن تقدم "الحوثيين" في عدد منها، انتهت أمس بسيطرتهم على "كرش"، قبل أن تتمكن "المقاومة" من دحرهم منها وإجبارهم على الانسحاب منها اليوم.

وتكمن أهمية "كرش" في كونها تسهل حركة "الحوثيين" من تعز إلى لحج، فضلاً عن أنها قريبة من قاعدة العند الجوية العسكرية.

وقبل ثمانية أيام على انعقاد المفاوضات اليمنية في 14 يناير، نجا محافظ محافظة عدن العميد «عيدروس الزبيدي»، ظهر الثلاثاء، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت موكبه بمدينة عدن، جنوب البلاد، ويرى مراقبون أن سلاح الاغتيالات أحد أدوات الحرب القذرة للحوثي وصالح وحلفاءهم ضد المقاومة والتحالف العربي.