دول » السعودية

«بن سلمان»: ندرس طرح أسهم «أرامكو» للتداول .. ونعتزم خصخصة التعليم والصحة

في 2016/01/08

إيكونوميست- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-

أنت أيضا مسؤول عن الاقتصاد. دعنا ننتقل إلى الميزانية. سعر النفط الآن يبلغ 35 دولارا للبرميل، وقد عانت موازنتك عجزا بنسبة 15 من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2015. هل تواجه السعودية أزمة اقتصادية؟

نحن بعيدون جدا عن ذلك. نحن لسنا في الثمانينيات أو التسعينيات. لدينا ثالث أكبر احتياطي نقدي في العالم. كنا قادرين على زيادة الإيرادات غير النفطية لهذا العام وحده بنسبة 29%، ولدينا برامج واضحة فيما يتعلق بالسنوات الخمس المقبلة. أعلنا بعضا من هذه البرامج والبقية سوف يتم الإعلان عنها في المستقبل القريب. بالإضافة إلى هذا، فإن نسبة الدين إلى الناتج المحلي لدينا تبلغ 5% فقط. لدينا جميع نقاط القوة الممكنة ولدينا فرص لزيادة الإيرادات غير النفطية في العديد من القطاعات، كما نمتلك شبكة اقتصادية عالمية.

كيف يمكنك زيادة الإيرادات غير النفطية؟ هل ستطبقون ضريبة القيمة المضافة أم ستفرضون ضرائب على الدخل؟

لن تكون هناك أي ضرائب على الدخل أو ضرائب على الثروة. نحن نتحدث عن الضرائب أو الرسوم التي تلقى تأييدا من قبل المواطن، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة والضريبة الخطية. سوف تنتج هذه الأمور بعض الإيرادات ولكن ليس كل الإيرادات. لدينا العديد من الفرص في مجال التعدين، لدينا أكثر من 6% من احتياطيات العالم من اليورانيوم، لدينا العديد من الأصول غير المستغلة. لدينا في مكة الكرمة وحدها أكثر من 4 ملايين متر مربع من الأراضي مرتفعة القيمة غير المستغلة والمملوكة للدولة. لدينا العديد من الأصول التي يمكن تحويلها إلى أصول استثمارية. نحن نعتقد أنه يمكننا الوصول بالإيرادات غير النفطية إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

متى سوف يتم تطبيق ضريبة القيمة المضافة؟

سنحاول أن نفعل ذلك بحلول نهاية عام 2016 أو 2017، وسنحاول الإسراع في ذلك قدر الإمكان.

ما هي القطاعات التي سوف تتم خصخصتها لأجل زيادة الإيرادات؟

بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية، القطاع التعليمي، إضافة إلى بعض القطاعات العسكرية مثل الصناعات العسكرية وبعض الشركات المملوكة للدولة. سوف يقلل ذلك من الضغوط على الحكومة ويخلق أرباحا جديدة.

هل يمكن أن يتم بيع بعض الأسهم في شركة أرامكو السعودية؟

هذا الأمر تجري دراسته. ونحن نعتقد أنه سيتم اتخاذ قرار خلال الأشهر القليلة المقبلة. أنا شخصيا متحمس لهذه الخطوة وأعتقد أنه من مصلحة السوق السعودية، كما أنه يصب في مصلحة أرامكو أيضا. وسوف يوفر المزيد من الشفافية والتصدي للفساد إن وجد.

قلت إن أحد أكبر التحديات هي تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، ما هي القطاعات ذات الأولوية في هذا التنويع؟

التعدين وإصلاح الدعم. لدينا 20% فقط من الطبقات الوسطى والدنيا التي تستفيد من هذه المنظومة. نحن نستهدف سائر الـ80% المتبقية، بينما نحاول الحفاظ على مصالح الطبقات الوسطى والدنيا. وكما قلت لك، هناك أصول غير مستغلة: على سبيل المثال فإننا نستهدف توسيع السياحة الدينية، مثل زيادة أعداد السياح والحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وإعطاء المزيد من القيمة إلى الأراضي المملوكة للدولة في كلتا المدينتين.

قمتم بتطبيق بعض الزيادات في أسعار الكهرباء والبنزين، هل هناك المزيد؟ وهل تهدف إلى إلغاء الدعم بشكل تام؟

نحن نريد أن نصل إلى أسواق الطاقة الحرة، ولكن مع الحفاظ على برامج دعم لذوي الدخل المحدود، ليس من خلال تخفيض أسعار الطاقة ولكن من خلال برامج أخرى. هناك أيضا بعض الأصول التي نعمل عليها: لدينا مساحة رائعة جدا شمال جدة، هناك قرابة 100 جزيرة من الأراضي البكر هناك. لقد صدمت لاكتشاف شيء من هذا القبيل في المملكة العربية السعودية، وقمنا باتخاذ بعض الخطوات من أجل الحفاظ على تلك الأرض. أؤكد أن لدينا العديد من الأصول غير المستغلة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، في المناطق الريفية والمناطق الحضرية. في جدة على سبيل المثال، هناك أرض، مساحتها الإجمالية حوالي خمسة ملايين متر مربع، في قلب مدينة جدة مملوكة لهيئة الدفاع الجوي. قيمة الأرض وحدها تبلغ أكثر من 10 مليارات دولار، بينما لا تبلغ تكلفة نقل المنشآت المقامة عليها أكثر من 300 مليون دولار، لذا فإنها تعد مهدرة بشكل كبير. عبر الاستفادة من الأصول غير المستغلة سوف يتم إنشاء الربح وتوليد التنمية، وهذا هو العمل الهائل الذي نجن بصدد معالجته. نستهدف تقديم أصول جديدة إلى الأموال المملوكة للدولة تعادل قيمتها 400 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.

هل ستتم خصخصة كل هذه الأصول؟

سوف يتم تحويلها أولا إلى الصناديق، وبعد ذلك سوف تتحول إلى مشاريع، ثم تمنح إلى الشركات التي ستعرضها للاكتتاب أمام الجمهور.

هل هذه «ثورة تاتشر» أخرى في المملكة العربية السعودية؟

بالتأكيد. نحن لدينا العديد من الأصول الكبرى غير المستغلة. ولدينا أيضا القطاعات الخاصة التي يمكن أن تنمو بسرعة كبيرة. سأعطيك مثالا واحدا، نحن واحدة من أفقر البلدان عندما يتعلق الأمر بالمياه. لدينا شركة واحدة كمثال، شركة المراعي للألبان، وهي تمتلك 80% من السوق العماني و20% من السوق الكويتي و40% من السوق الإماراتي و10% من السوق المصري، حيث نهر النيل. هذه شركة واحدة. لدينا العديد من الشركات الأخرى في مجال الألبان والزراعة ويمكنك أيضا أن تفعل الشيء نفسه مع القطاع المصرفي وقطاعات التعدين والنفط والبتروكيماويات. هناك فرص هائلة للنمو والتطور.

هذا يتطلب استثمارات هائلة.. قرأت أحد التقديرات التي كانت تدور حول 4 تريلليونات دولار من الآن وحتى عام 2030. من أين ستأتون بكل هذه الأموال؟

هذا هو تقدير شركة «ماكينزي»، وليس تقدير الحكومة السعودية. ونحن نحاول أن نكون متفائلين في بعض أجزاء أكثر من ذلك، وفي بعض الأجزاء نحاول أن نكون أكثر محافظة. على أية حال، فإن «ماكينزي» تشارك معنا في العديد من الدراسات، سوف نحاول جذب هذه الاستثمارات من مصادر عديدة: هذا يشمل المستثمرين السعوديين، والأموال المملوكة للدولة، وصناديق دول مجلس التعاون الخليجي والصناديق الدولية.

ولماذا قد يرغب مستثمر أجنبي في الاستثمار في المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن؟

الربح هو الدافع الأكبر للاستثمار، ويحدث هذا حين تكون هناك لوائح جيدة تضمن سلامة الاستثمارات. ونحن لسنا بلدا جديدا بالنسبة للاستثمار الأجنبي. أكبر الشركات العالمية موجودة في السوق السعودي: بوينغ وإيرباص وجنرال إلكتريك، وجنرال موتورز، سوني، سيمنز، وغيرهم. وجميع البنوك الكبرى تمتلك أفرع في المملكة العربية السعودية. نحن منفتحون بالفعل على العالم. الجديد أننا سنقدم المزيد من الفرص.