ح.سلفية » القاعدة

تهديدات (القاعدة) و(داعش) للسعودية.. مخاطر حقيقية فهل تجهضها الضربات الاستباقية؟

في 2016/01/12

شؤون خليجية-

"داعش" و"القاعدة" تنظيمات تمثل تهديدات مزدوجة ومتصاعدة للمملكة العربية السعودية، حيث تهدد باستهداف مصالحها وأمنها في الداخل والخارج، وتهدد بنقل المعركة إلى داخل العمق والأراضي السعودية، وبالفعل تبنى "داعش" تفجيرات في القطيف والدمام بالمملكة، وتفجيرات عدن باليمن، وأصدر التنظيمان إنذارات تتعلق بملف الإعدامات الأخيرة، الأكثر خطورة احتمال توحد التنظيمين بناء على دعوة أيمن الظواهري السابقة بالمصالحة بين التنظيمات الجهادية، بتوقيت تخوض فيه الرياض حربًا وجودية ضد جماعة الحوثي "الشيعية المسلحة" في الحدود الجنوبية، ما يجعلها تحارب بتوقيت واحد وفي عدة جبهات.

ورغم نجاح الضربات الاستباقية السعودية ضد "داعش"، إلا أن التنظيم نجح في اختراق أنظمة أمنية أجنبية ووجه ضدها ضربات قاسية، فهل تنجح الرياض في تحجيم قدرات داعش والقاعدة معًا والسيطرة على نشاط الخلايا النائمة، مع انخراطها في الحرب في اليمن وسوريا، الأمر الذي جعلها في مرمى الميليشيات الشيعية والإيرانية، خاصة بعد إعدام رجل الدين الشيعي "نمر النمر" ضمن 47 شخصاً مدانين بالإرهاب؟

القاعدة تهدد

توعّد تنظيم القاعدة في اليمن "جزيرة العرب"، "أنصار الشريعة"، الحكومة السعودية بتنفيذ عمليات في أراضيها، ردًا على إعدام الأخيرة 43 جهاديًا من أنصار وعناصر "القاعدة".

تهديد "القاعدة" جاء خلال كلمة صوتية تلاها إبراهيم حسن طالع العسيري، أحد أبرز قادة "القاعدة"، والمطلوب رقم 1 في قائمة الـ85 مطلوبًا لوزارة الداخلية السعودية، وقال العسيري في حديث موجه للمعتقلين الجهاديين في بلده السعودية: "والله لندخلن السرور على قلوبكم بإذن الله، وبعقر داركم، وإن غدًا لناظره قريب".

يشار إلى أن وزارة الداخلية السعودية أعلنت قبل أسبوع إعدامها 47 متهما بالإرهاب، بينهم أربعة من الطائفة الشيعية، وفي مقدمتهم نمر باقر النمر، بالإضافة إلى 43 جهاديًا ينتمون إلى تنظيم القاعدة، أو يناصروه بفتاوى مؤيدة له، وفي مقدمتهم، فارس آل شويل الزهراني، وعبد العزيز الطويلعي، وحمد الحميدي.

استباقيًا قال فرع القاعدة باليمن، الذي تعتبره واشنطن أخطر فروع التنظيم في العالم، في بيان نشر وتداول على الإنترنت في ديسمبر الماضي: "إنه يخطط للانتقام من السعودية لإعدامها أي من أفراده"، وجاء البيان بعد أنباء غير رسمية في الإعلام السعودي أشارت إلى استعداد المملكة لإعدام أكثر من خمسين إرهابيا مدانين، بينهم مقاتلين على صلة بالقاعدة.

كان مقاتلو تنظيم القاعدة قد شنوا هجمات دامية استهدفت قوات الأمن السعودية ومسؤولين غربيين بالمملكة، بين عامي 2003 و2006. وبعد حملة من قوات الأمن السعودية، فر الكثيرون من أفراد التنظيم إلى اليمن، حيث أسسوا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. استغل التنظيم الحرب الأهلية في اليمن، واستولى على معظم أجزاء محافظة حضرموت، كما استولى على المكلا عاصمتها، ثم أصبح له نفوذ قوي في أجزاء من مدينة عدن الاستراتيجية الساحلية جنوب اليمن.

بما يكشف تعقيد الموقف وخطورة التنظيم على عمليات التحالف بقيادة السعودية في اليمن، وخطورة تهديده بعمليات على الأراضي السعودية.

وأوضح المغرد السعودي "مجتهد" في 6 يناير 2016 "أن الداخلية السعودية لا تتوقع رد فعل سلمي من القاعدة، لكن لا تستبعد رد فعل مسلح، سواء في فترة قريبة أو بعيدة"، موضحًا أن "معلومات الداخلية، أشارت إلى أن عناصر القاعدة لديهم رغبة شديدة بالانتقام، لكن ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذه الرغبة، بسبب محاصرتهم على مر السنين، كما توفرت معلومات جديدة بعد توسع نفوذ القاعدة في اليمن، تدل على أنهم الآن أقدر على تنفيذ التهديدات، لكن لم تكتمل الصورة في شكلية التنفيذ". وبين أن "الداخلية تخشى على المنشآت النفطية، لأنه يحرج السلطة".

داعش يضرب الداخل

الخطر ليس فقط في تهديدات القاعدة، بل في تنظيم "داعش" أيضًا، الذي توعد في 5 يناير 2016، بتدمير سجون السعودية المحتجز فيها جهاديون، بعد أن أعدمت المملكة 47 شخصًا من بينهم 43 عضوًا في تنظيم القاعدة، وتحدث مقال نشر في مجلة إلكترونية تابعة للتنظيم، عن سجنى الحائر والطرفية، حيث يحتجز الكثير من أعضاء تنظيمي القاعدة وداعش، وفي يوليو نسف أحد أنصار داعش نفسه في سيارة ملغومة خارج نقطة تفتيش سجن الحائر قرب الرياض.

وطالب مراقبون باتخاذ تهديدات داعش بمحمل الجد، لأنها بالفعل انتقلت من الحدود والخارج إلى تهديد الداخل، فلم يعد خطر الإرهاب يقتصر على التوسع الجغرافي لتنظيم "داعش" في الجوار المباشر والقريب في العراق وسوريا، بل تجاوز ذلك إلى ضرب الداخل السعودي والخليجي، فقد أعلن تبنِّيه تفجيرين إرهابيين بالقطيف والدمام بالمنطقة الشرقية في السعودية، في جمعتين داميتين متتاليتين صادفتا 22 و25 مايو 2015.

تهديدات خطيرة

وحذر الكاتب عبد الباري عطوان، تحت عنوان "ما مدى جدية تهديدات «داعش» للسعودية؟!" في 9 يناير 2016 بصحيفة "رأي اليوم"، مما نشرته مجلة "النبأ"، حيث توعد تنظيم "الدولة" بتدمير سجني "الحائر" في الرياض، و"الطرفية" في القصيم، حيث يوجد آلاف المعتقلين السياسيين بقضايا الإرهاب، وبعضهم صدرت بحقه أحكام بالإعدام، وإخراج هؤلاء المعتقلين بالقوة.

ورأى "عطوان" أن "مثل هذه التهديدات يجب أن تؤخذ بدرجة عالية من الجدية، لأن تنظيم (الدولة) اقتحم سجن تدمر السوري الرهيب، وحرر جميع المعتقلين فيه قبل بضعة أشهر، وفعل الشيء نفسه في سجون الرقة والموصل والرمادي وتكريت، كما أن تنظيم (القاعدة) اقتحم بدوره سجن صنعاء المركزي، وبعدها سجن المكلا، وأفرج عن جميع أنصاره المعتقلين فيهما".

ضربات استباقية

يرى مراقبون أنه مع الوقت تطورت الخبرات والتقنيات الأمنية لملاحقة الخلايا الإرهابية وتسابق جاهزيتها، فالسعودية الآن، لديها خبرات بشرية وتطور تقني ومعلومات استخباراتية، ولديها معسكرات ومخيمات برية، وميادين التدريب إضافة إلى تجهيز العمليات، والتدريبات المنظّمة، وتحديد الأهداف ورسم الخطط، والهجمات والمواجهات المباشرة والقبض أو قتل قادة التنظيم.

نماذج ناجحة، حيث أعلنت وزارة الداخلية السعودية في 28 سبتمبر الماضي، الكشف عن خلية جديدة لداعش في مدينتي الرياض والدمام، وكشفت وكرًا للقاءاتهم في حي الفيحاء في الرياض. كما كشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في 19 يوليو الماضي، أن الجهات الأمنية تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية، من الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبط بتنظيم "داعش الإرهابي"، وذلك ضمن مخطط يُدار من المناطق المضطربة في الخارج.