علاقات » اوروبي

لندن.. من قبلة (المتطرفين) إلى مفرخة (إرهابيين)

في 2016/01/15

عكاظ السعودية-

في ظل الهجوم العلني على المملكة من قبل إعلام بريطاني، يتناسى الإنجليز أن مملكتهم المتحدة تحولت في الأعوام الأخيرة من محضن للمتشددين والفارين من العدالة إلى دولة تفرخ المقاتلين الأصوليين إلى سورية والعراق، وخصوصا في صفوف أكثر التنظيمات تطرفا (داعش، جبهة النصرة).

تغاضي الحكومة البريطانية عن ملف المتطرفين ورجال الدين المتشددين، جعل من تنامي ظاهرة التطرف و«الهجرة» المتقاطرة إلى مناطق الصراع، عنوانا بارزا لتجليات مرحلة الاحتضان، ومجلة «أيكونوميست» الإنجليزية تحدثت أن بريطانيا تأتي ثاني أكثر جنسيات المقاتلين الأوروبيين المنخرطين في صفوف التنظيم الإرهابي «داعش».

ويرى مراقبون أن التغاضي الإنجليزي المتعمد على رموز التطرف في أراضيها، كان بهدف استخدامهم كورقة سياسية، بيد أن الأمر تطور وباتت لندن «مدينة تفرخ المتشددين»، حتى أن مسؤولا استخباراتيا في القارة العجوز أطلق اسم «لندنستان» على العاصمة البريطانية في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

فرجل الدين المتشدد عمر محمود عثمان المكنى بـ«أبي قتادة» (من أبرز منظري السلفية الجهادية)، فر إلى لندن بعدما أدين بتمويل جماعات إرهابية، في منتصف التسعينيات، ليحصل على اللجوء السياسي بذريعة «الاضطهاد الديني»، وفي عام 2005 اعتقلته السلطات البريطانية بعد تفجيرات لندن، بيد أن المفارقة كانت في غض الطرف عن الرجل المتشدد الذي يتخطى خطره بريطانيا ويصل إلى شباب المنطقة العربية.

ياسر الحبيب «رجل دين متطرف» هرب من الكويت بعد تهم طالته تتعلق بالعمل على زرع الفتن الطائفية في المجتمع الكويتي، حل لاجئا سياسيا في لندن، لينشئ بعدها قناة «فدك» والتي تبث سموما طائفية تسيء للمعتقدات الدينية، وما زال الرجل المحكوم عليه من محكمة كويتية بالسجن 15 عاما، مستقرا في بريطانيا، رغم ما يحدثه من توترات طائفية في خطابه وعلى قناته.

وتشير معلومات صحافية، إلى تورطه في دعم مقاتلين في سورية والعراق على أساس مذهبي، كما اختارت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» قناته ضمن القنوات الأكثر تطرفا والتي تبث الكراهية الدينية في الشرق الأوسط، ورغم ذلك لا يزال الحبيب الملاحق أمنيا والمتهم بتأجيج فتن طائفية في المنطقة حرا طليقا يحظى بحرية تكفل له نشر سمومه وفتنه.

كل أولئك الأشخاص لا يعنون الإعلام البريطاني الموجه ضد المملكة، رغم أن السفير السعودي في لندن، سبق وأن حذر من المنهج العدائي الذي تنتهجه وسائل الإعلام، مذكرا الإنجليز في مقالة نشرتها صحيفة بريطانية بفضل الرياض حول إنقاذها من عمليات إرهابية كانت وشيكة الحدوث.