دول » السعودية

«الحضيف»: استثمارنا السياسي في لبنان لم يكن إلا رهانا على بغال

في 2016/01/19

الخليج الجديد-

قال الأكاديمي والمفكر السعودي «محمد الحضيف»، إن «إيران تمسك بكامل المشهد في لبنان وأن استثمارنا السياسي هناك، لم يكن إلا رهانا على بغال».

وفي تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»،مساء أمس الإثنين، أوضح «الحضيف»: «ليس هناك تفسير لترشيح (سمير) جعجع ميشيل عون حليف حزب الله إلا أن إيران تمسك بكامل المشهد في لبنان وأن استثمارنا السياسي هناك، لم يكن إلا رهانا على بغال».

وكان الزعيم المسيحي اللبناني «سمير جعجع»، أعلن أمس الإثنين، دعم ترشيح منافسه «ميشال عون» لرئاسة لبنان.

وبحسب وكالة «رويترز»، فإن هذه الخطوة تصب في صالح «عون» الذي يبلغ من العمر 80 عاما، لشغل موقع الرئاسة الشاغر منذ 20 شهرا، في مظهر نادر للوحدة في المجتمع المسيحي الذي مزقته الانقسامات السياسية لسنوات.

ولا بد لـ«عون» من الآن تأمين دعم أوسع لتولي المنصب المحجوز للمسيحيين الموارنة في إطار النظام السياسي الطائفي في لبنان.

ويعد «عون» جزء من تحالف «8 آذار» الذي يضم «حزب الله» الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، و«حركة أمل» الشيعية بقيادة رئيس مجلس النواب «نبيه بري».

بينما «جعجع» جزء من تحالف قوى «14 آذار» بقيادة السياسي السني «سعد الحريري» المدعوم من المملكة العربية السعودية.

وقال «جعجع» في مؤتمر صحفي مشترك في مقر إقامته في معراب بجبل لبنان، وكان «عون» إلى جانبه إن «هذه الخطوة تهدف إلى إنقاذ لبنان من الأزمة السياسية».

وأضاف: «طال الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، واستحكم الفراغ فضرب شلل شبه تام المؤسسات الدستورية كافة، ومست ارتداداته السيادة الوطنية، وهددت وجود الدولة بالذات في وقت تعيش المنطقة أكثر أيامها سوءا وتفجرا وتعقيدا».

وتابع: «لقد بتنا نعيش وضعا أمنيا هشا في لبنان، وأزمة لاجئين خانقة، ووضعا اقتصاديا متدهور، وضياعا شاملا على المستويات كافة».

واستطرد بالقول: «لقد بتنا على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، فكان لا بد من عملية إنقاذ غير اعتيادية- حيث لا يجرؤ الآخرون- مهما كان ثمنها، نضع فيها كل إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات».

وقد تؤدي خطوة ترشيح «عون» إلى القضاء على مبادرة الزعيم السني «سعد الحريري» المدعوم من السعودية، والتي كانت تطرح ترشيح الزعيم الماروني «سليمان فرنجية»، الذي يعد أحد أصدقاء «بشار الأسد»، في اتفاق على تقاسم السلطة من شأنه أن يجعل منه رئيسا للوزراء.

ويعارض «عون» و«جعجع» اللذان يرأسان أكبر حزبين مسيحيين في لبنان مبادرة «الحريري» التي تم تداولها في ديسمبر/كانون الأول، بينما أكدت إيران والسعودية على دعمها.

وكانت المملكة العربية السعودية، أعلنت أوائل الشهر الجاري، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من الرياض وسحب البعثة الدبلوماسية السعودية من طهران، قبل أن تعلن أمس قطع العلاقات التجارية ووقف حركة الطيران بين البلدين، وذلك احتجاجا على التدخلات الإيرانية بشؤون المملكة العربية السعودية.

وقد تصاعدت حدة التوتر بين السعودية وإيران، في أعقاب الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والذي جاء في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 شخصا أدينوا بالإرهاب، بينهم رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».