دول » قطر

زيارة الأمير إلى روما تفتح آفاقاً جديدة للتعاون

في 2016/01/27

الراية القطرية-

يتوجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم إلى الجمهورية الإيطالية في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، يتبعها بزيارة رسمية إلى جمهورية البوسنة والهرسك.

وسيبحث سموه مع قادة البلدين سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتدشن زيارة سمو الأمير لإيطاليا انطلاقة جديدة ودفعة قوية لعلاقات التعاون الثنائي بين الدوحة وروما ببحث كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة التي تصب في صالح شعبي البلدين.

وحظيت زيارة سمو الأمير لإيطاليا باهتمام إعلامي واسع في وسائل الإعلام الإيطالية، التي تصدّرتها أخبار الزيارة الرسمية.

وتحت عنوان "زيارة أمير قطر إلى روما" أكد تقرير صحفي أن زيارة سمو الأمير ستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن الاقتصاد والسياسة الدولية سيتصدران جدول أعمال زيارة سمو الأمير.

وأكد التقرير أن زيارة سمو الأمير التي تعد الأولى لسموه إلى إيطاليا ستتصدّرها مباحثات مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إلى جانب ممثلين عن قطاعي الأعمال.

وأشار التقرير إلى أحدث بيانات وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية التي تؤكد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين من يناير وحتى سبتمبر من العام الماضي وصل 1.785 مليار يورو مسجلاً ارتفاعاً 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

العلاقات الثنائية

وفي سياق متصل أكد غيدو دي سانكتيس السفير الإيطالي بالدوحة لـ الراية أن العلاقات بين الدوحة وروما تشهد نمواً ملحوظاً يتجسّد بصورة واضحة في تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتنامي التعاون المشترك في كافة المجالات، فضلاً عن الرؤى المشتركة التي تربط البلدين حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وترتبط قطر بعلاقات قوية مع إيطاليا توجت بتبادل افتتاح سفارات مقيمة في عاصمتي البلدين عام 1992، وتطوّرت العلاقات بشكل متنام في مختلف المجالات خاصة الاقتصادي والتجاري.

الاقتصاد والتجارة

وتعد إيطاليا أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين لقطر في أوروبا.

وبلغت صادرات قطر إلى إيطاليا 1.4 مليار يورو في الأشهر العشرة الأولى من عام 2014، فيما بلغت قيمة الصادرات الإيطالية إلى قطر 900 مليون يورو، ويعود الفارق في الميزان التجاري بين البلدين بصورة رئيسية إلى واردات إيطاليا من الغاز القطري المسال.

وبدأت إيطاليا منذ عام 2010 باستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر عبر منشأة تيرمينالي ادرياتيك التي ساهمت قطر في بنائها قبالة سواحل إقليم فينيتو الإيطالي، وهي عبارة عن مشروع مشترك بين كل من "أكسون موبيل وقطر بتروليوم" بنسبة 45 % لكل منهما وشركة إديسون الإيطالية بنسبة 10%.

مذكرات تفاهم

ويرتبط البلدان بعدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم أبرزها: اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي. اتفاقية في مجال التعاون الثقافي والأسرة والسياحة. واتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والرياضية. وأيضاً إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك قطري إيطالي.

تعزيز التعاون

يبرز حرص البلدين على تعزيز تعاونهما المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية بافتتاح مكتب تجاري بالسفارة الإيطالية بالدوحة عام 2013، وذلك بهدف تطوير التعاون المشترك وتنمية الاستثمارات المتبادلة، حيث توجد 30 شركة إيطالية تعمل في السوق القطري، كما شهد صيف عام 2014 تشغيل العقارات القطرية الموجودة في منطقة سردينيا وحققت انتعاشة سياحية في المنطقة، ووفّرت العديد من فرص العمل لعدد كبير من السكان.

التجربة القطرية الإيطالية

ترتبط قطر وإيطاليا باتفاقية للتعاون في مجال الاستثمار تم توقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للدوحة نوفمبر 2012، لإنشاء "صندوق صنع في إيطاليا للاستثمار"، بقيمة ملياري يورو. وبموجب تلك الاتفاقية تم تقديم الدعم لعدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إيطاليا وحظيت هذه التجربة القطرية الإيطالية في مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة على إعجاب عدد من الدول الأوروبية التي سعت لتطبيق تلك التجربة. وتحظى المعارض الكبرى في كلا البلدين باهتمام كبير من جانب الشركات القطرية والإيطالية على حد سواء، وعلى سبيل المثال شهد معرضا بروجكت قطر وإيطاليا أكسبو مشاركة متميزة وكبيرة للشركات العاملة في البلدين.

الاستثمارات القطرية

وتبرز الاستثمارات القطرية في إيطاليا بشراء جهاز قطر للاستثمار حصة من مشروع بورتا نوفا العقاري للمكاتب التجارية في منطقة بورتا نوفا بمدينة ميلانو وهي تضم مباني شاهقة وناطحات سحاب، وعزّزت هذه الصفقات حجم التبادل التجاري بين البلدين.

الشركات الإيطالية

تركز الشركات الإيطالية بشكل كبير على سوق البناء والتشييد نظراً لتنوّع أنشطتها العاملة في هذا المجال بدءاً من الشركات العاملة في مواد البناء الخام مثل الرخام الإيطالي ومروراً بالشركات المصنّعة للميكنات المستخدمة في مختلف عمليات البناء، نهاية بالشركات العاملة في التصميم والديكور والمفروشات. كما تهتم الشركات الإيطالية بمجال توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجدّدة وهو مجال اهتمام مشترك بين إيطاليا وقطر.

تنامي الصادرات

وتشير آخر الإحصائيات إلى تنامي الصادرات الإيطالية إلى قطر بنحو 54% عام 2013، وتتصدّر الماكينات قائمة الصادرات الإيطالية إلى قطر حيث تعد إيطاليا واحدة من أكبر الدول العاملة في تصنيع الماكينات المستخدمة في المصانع الكبرى.

وتأتي منتجات الأثاث في المركز الثاني بقائمة الصادرات الإيطالية إلى قطر، ثم الملابس والأحذية، ويعكس ذلك ثقة المواطن القطري في جودة المنتجات الإيطالية. وتلعب إيطاليا دوراً قوياً في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية خاصة صناعات السيارات والمجوهرات حيث إن بها أهم مصانع المجوهرات في العالم.

علاقات متنوعة

وتتنوع العلاقات القطرية الإيطالية لتشمل الثقافة والفنون والرياضة وتبرز العلاقات الرياضية المتميزة في دعم إيطاليا استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم وأيضاً التعاون الوثيق بين الاتحاد الإيطالي لكرة القدم والمركز الدولي للأمن الرياضي في الدوحة. كما تستضيف قطر العديد من اللقاءات الإيطالية المهمة في إطار سعيها الدائم لدعم الرياضة والرياضيين وبما يؤكد الثقة الإيطالية في قدرة قطر على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وكان بينها إقامة كأس السوبر الإيطالية في الدوحة بين فريقي يوفنتوس ونابولي.

قضايا إقليمية

تتميز العلاقات القطرية الإيطالية بالتفاهم والتعاون المتبادل والتوافق على مبادئ مشتركة في ما يتعلق بتسوية الأزمات وحل النزاعات الدولية سلمياً عبر الحوار. ويبرز هذا التوافق في اثنين من أهم القضايا على الساحة الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط في الملفين الليبي والسوري. ويؤكد البلدان على ضرورة استخدام أدوات القانون الدولي لجلب السلام والاستقرار لشعوب هذه الدول.