دول » السعودية

"سابراك".. أول لوبي سعودي بواشنطن للتأثير في القرار الأمريكي

في 2016/01/27

الخليج اونلاين- تقوم اللوبيات بدور محوري في تحديد مسار القرار الأمريكي، وخاصةً اللوبيان الإيراني واليهودي.

وعلى الرغم من وجود دور سعودي قوي ونافذ في واشنطن، فإن غياب المظلة التي توحد القرار، حتى يصبح ذا تأثير فاعل على الإدارة الأمريكية جعله مغيباً حتى وافقت واشنطن على الملف النووي الإيراني، وهو ما دفع الساسة السعوديين إلى تحركات حثيثة لتكوين قوة ضغط شعبي وسياسي تصل من خلاله إلى المجتمع الأمريكي؛ توضيحاً للصورة السلبية المأخوذة عن الداخل السعودي، بالإضافة إلى قوة ضغط على قرار الإدارة الأمريكية في حال ميلها إلى ما فيه ضرر للرياض وما حولها.

ووفق ما أعلنه المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري، فإنه سيتم إطلاق "لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية"، التي ستعرف اختصاراً باسم "سابراك"، في منتصف مارس/آذار المقبل.

وأكد الطالب في السياسات الدولية، يوسف النعيمي، عبر صفحته على تويتر، قائلاً: إن "وجود هذا اللوبي هو تحول استراتيجي لتحسين وتطوير العلاقات السعودية الأمريكية على الصعيدين الإعلامي والسياسي".

ورأى النعيمي أن للعلاقات العامة في واشنطن دوراً محورياً في صناعة الرأي العام، ومن ثم تحديد السياسات، في إشارة منه إلى انطلاق سابراك.

وفي يوليو/تموز الماضي، استبق الصحفي السعودي والرئيس التنفيذي للمنتدى الاستراتيجي العربي بدبي، سليمان الهتلان، أقرانه بالتنبؤ باستعادة اللوبي السعودي في واشنطن حضوره عقب تعيين الأمير عبد الله بن فيصل سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة.

ويستهدف سابراك الوصول إلى المواطن الأمريكي وتثقيفه بالقضايا الخاصة بشأن العلاقات السعودية الأمريكية والشؤون العربية، وفق ما أكده الأنصاري.

وكان الإعلامي جمال خاشقجي أشار، من خلال صحيفة الحياة اللندنية، إلى غياب المملكة بدبلوماسيتها الشعبية والعامة في العديد من عواصم دول العالم، في وقت "تقود الرياض أهم مشروع عربي معاصر، هو الكفيل بإنقاذ المنطقة".

واستطرد خاشقجي، في صحيفة الحياة في أغسطس/آب الماضي، بقوله إنه يجب أن نعترف بأنه لا يوجد لوبي سعودي منظم وفعّال، بل الأكثر إيلاماً أننا بعدما شكونا من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتمدده ونشاطه حتى ضد المملكة، نشكو الآن من اللوبي الإيراني الذي ظهر بقوة وفاعلية هذه الأيام مع توقيع الاتفاق التاريخي بين إيران والغرب، الذي يهدف في حقيقته إلى إعادة إيران إلى الغرب، والغرب إلى إيران.

ويقوم اللوبي الإيراني في واشنطن بدور محوري في الضغط على متخذي القرار بالإدارة الأمريكية، وقد بزغ دوره إبان مفاوضات الملف النووي الإيراني، حيث مارس أساتذة الجامعات الأمريكيون من أصل إيراني، وبعضهم معارض للحكومة الأمريكية الحالية، دوراً حيوياً مكنهم من تغيير دفة المسار في مفاوضات الملف النووي.

كذلك يعد المجلس الوطني الإيراني الأمريكي رأس حربة اللوبي الإيراني في واشنطن، والذي يحوز رضاً كاملاً من الإدارة الأمريكية؛ بسبب الأداء الإيراني المثير للإعجاب، وخاصةً أنهم يضعون خلافاتهم جانباً من أجل إعلاء مصلحة بلادهم، فهم يتفقون جميعاً في السياسة الخارجية الإيرانية.

وعلى الرغم من وجود لوبي سعودي سابقاً، فإنه لم يكن تحت مظلة واحدة معروفة، حيث أشار خبراء ومحللون إلى أن العديد من الهيئات غير الربحية النافذة في واشنطن تعتمد على دعم الحكومة السعودية، منها المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث يقدم الاستشارات للمشرعين حول السياسة الخارجية، حيث يلقى مساهمات مالية من المملكة العربية السعودية ومن حكومات أجنبية أخرى.

كذلك، تحتفظ السعودية منذ سنوات بعدد كبير من المكاتب القانونية ومؤسسات الضغط، للتأثير في الرأي العام الأمريكي وفي السياسة الأمريكية.

وتأكيداً لهذا الوجود السعودي غير البارز سابقاً، لفت موقع "ذي ناشين" الأمريكي إلى أن موقع "قورفيز إم إس إل غروب" اقترح مواضيع للنشر في "ذي ويكلي ستاندارد"، وعبر إذاعة "إن بي آر"، ورتبت مقابلات أخرى بالنيابة عن الحكومة السعودية.

ومن فرق الضغط السعودية، كذلك، في واشنطن، اثنتان من شركات التكنولوجيا هما مختبرات Zignal وTargeted Victory، للحصول على المشورة الاستراتيجية والخدمات الاستشارية الرقمية لسفارة السعودية في أمريكا.

واللوبي هو مجموعات منظمة تسعى للتأثير في القرارات الحكومية والتشريعات القانونية والانتخابات، ولكنها لا تخطط لممارسة نفوذ حكومي رسمي، منها ما يعمل داخل بلده، ومنها ما يعمل لمصلحة بلده في بلدان كبيرة وذات أهمية عالمية.

واللوبيات غالباً ما تكون قريبة من الحكومة والبرلمان، كقربها من الشعب، لذلك فهي نقطة الوصل بين الشعب ومؤسسات المجتمع المدني من جهة، وبين الحكومة والبرلمان من جهة أخرى، فهي تضغط على الحكومة لتحقيق مطالب الشعب، كما أن لها دوراً في تهدئة الشعب إذا ثار على الحكومة، فوجودها بات ضرورياً لاستمرار الاستقرار في البلد.