دول » السعودية

المتجهّمون والمعقّدون دمى وأحزمة (داعش)

في 2016/02/05

عكاظ السعودية-

أغلب المتورطين في جرائم التكفير واستحلال دماء الأبرياء أو المطلوبين في قضايا التفجيرات، ومن تنشر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورهم، يبدو على وجوههم الضيق والتجهم وأحيانا الغضب!.

صحيح أن الملامح لا تكشف حقيقة صاحبها، غير أنها قد تشكل بعض الإضاءات حول ذات الشخصية، على خلفية علوم الإجرام والعقاب التي تحدثت في بعض بحوثها عن السمات الشخصية و«الملمحية» والعقد المتأصلة في معتادي الإجرام.

غير أن الأخطر من الملمح الشخصي ومظاهر التزمت والعبوس التي تبدو على صور الإرهابيين، أن أغلبهم من الحاصلين على تعليم متدن ومتواضع، وهو الأمر الذي فطنت له التنظيمات الإرهابية لتستغل ضعف قدرات البعض لتطويعهم وتحويلهم من شخصيات طبيعية محدودة القدرات إلى أدوات يمكن تطويعها وتليينها وإعادة تشكيلها، ليسهل لها بعد ذلك تحويله إلى إنسان مفخخ، مجرد «حزام» لا حيلة له.

اصطياد وتحريك

يقول المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان لـ«عكاظ» إن تنظيم داعش في الغالب يصطاد مثل هذه الشخصيات لتجنيدهم وتحريكهم كالدمى، ثم تطويعهم لفعل كل شيء حتى ولو كان ذلك على حساب قتل أنفسهم أو نسف الراكعين الساجدين بأحزمتهم الناسفة.

مشيرا إلى أن قيادات داعش والقاعدة وكل التنظيمات الإرهابية تحرص على التخفي أو التحرك من مكان إلى آخر، ولا تكاد تعرف مواقعها، وتظل تلك القيادات تبعث تعليماتها عن طريق قوات فردية سريعة بغرض دغدغة العواطف واستخدام روح التدين عند النشء وصغار السن لاستغلالهم.

تجنيد نوعي!

طبقا للدراسات القضائية - يقول اللحيدان - فإن الفئات المستهدفة من الإرهاب هم ضعفاء الشخصية ممن لا يستوعبون ولا يحكمون على الأمور بمقدارها الصحيح، كما يستغلون أصحاب الخبرة المتواضعة والمستوى التعليمي البسيط ومن لا يحسنون قراءة الآيات والنصوص، إلى جانب استهداف المتدينين بصورة هشة بلا وعي أو إدراك.

ويشرح اللحيدان، أن تلك التنظيمات الإرهابية تستغل تلك الفئات طبقا لمستوياتها التعليمية وسماتها الشخصية، فمثلا يختارون بعض أنصاف المتدينين قليلي التعليم في تفجير المساجد ودور العبادة، ويختارون غيرهم في تفجير مراكز الشرطة وغيرها من المرافق العامة. مشيرا إلى أن الدراسات النفسية الفسيولوجية تبين أن ما تنشره وسائل الإعلام عن الإرهابيين والمتورطين في جرائم يشير إلى أن أغلبهم ليسوا على استقامة وتنقصهم الرؤية السليمة والذكاء والمعرفة.