مجتمع » بطالة

تخصص الإعلام يعاني من كثرة الخريجين.. و«التربية الرياضية» تدعو لوقف البعثات

في 2016/05/18

يشهد كل عام تخرج أعداد كبيرة من الطلبة من المؤسسات التعليمية من داخل وخارج السلطنة بعد أن قضوا سنوات عديدة يحلمون ليس فقط بالالتحاق بسوق العمل فور التخرج إنما أيضا بالعثور على وظيفة تتوافق مع التخصصات التي درسوها، لكن كلا الطموحين قد يصطدم بعقبات لم تكن تخطر على بال الطلاب فبعضهم يظلون باحثين عن وظيفة مناسبة لسنوات ويكتشفون أن تخصصاتهم غير مطلوبة في سوق العمل وآخرون يضطرون لقبول أي وظيفة حتى لو كانت بعيدة عن مجال تخصصهم الدراسي.. وفي استطلاع أجراه عمان الاقتصادي مع عدد من الخريجين طالبوا الجهات المعنية بإيجاد مواءمة أفضل بين التعليم والدراسة بمختلف تخصصاتها وبين الاحتياجات الفعلية لسوق العمل، ووقف أو خفض عدد التخصصات التي تشبع منها سوق العمل خاصة الإعلام والتربية الرياضية، كما دعا بعض الخريجين إلى تحسين آليات التوظيف بحيث يكون أحد المعايير هو أقدمية التخرج حتى لا يقضي البعض سنوات طويلة بحثا عن عمل بينما يحظى آخرون بالتوظيف فور التخرج.
في البداية قال طارق بن حميد الساعدي خريج سنة 2015 م من جامعة السلطان قابوس تخصص تكنولوجيا التعليم والتعلم: كانت آمالي كبيرة بعد التخرج من الجامعة، وكان الطموح أن أتوظف مباشرة في مجال تخصصي، وهو معلم لمادة تقنية معلومات خاصة أنني خريج كلية التربية تخصص تكنولوجيا التعليم والتعلم لكن تلك الآمال جاءت بعكس الواقع، وكأي خريج قمت بإدراج اسمي بالتسجيل في موقع التربية لحصر الخريجين التربويين، وتم اختبارنا ولكن لم ينجح إلا قلة من مختلف الكليات في السلطنة، بينما ظلت الأغلبية تسأل في حيرة: هل لسنا أكفاء بعد تخرجنا بما يؤهلنا للقبول لشغل المسمى الوظيفي مباشرة ونحن خريجو جامعة السلطان قابوس أم أن الأعداد الهائلة من خريجي هذا التخصص تحتم إجراء اختبار بذلك المستوى.
وأشار إلى التحديات التي واجهته قائلا: أولها وأشدها هو ضخامة عدد الخريجين لهذا التخصص من مختلف الكليات والجامعات في السلطنة بقدر لا يمكن لسوق العمل أن يستوعبه؛ فمعظم الخريجين يلجأون للتربيه وتزيد المنافسة، كذلك صعوبة إيجاد وظيفة أخرى أو شركات ممكن أن تقبل بخريج جامعي، فكل هذه الشركات وضعت شروطا وعوائق ومنها من يشترط الخبرة ومنها ما اشترطت معدلا معينا للتخرج، وكلها كانت أسبابا لجلوس أمثالنا في المنازل لمدة سنة كاملة. وأكد الساعدي أن عدد خريجي هذا التخصص يفوق حاجة سوق العمل، لدرجة أن معظم التخصصات المرتبطة بالحاسوب وتقنية المعلومات جميعهم بمجرد دراستهم للتأهيل التربوي يصبحون منافسين لنا، والسبب عدم وجود شاغر وظيفي لهم في مجالات أخرى والتربية صارت هي ملجؤهم.
كما أوضحت الوهيبية – وهي خريجة سنة 2010 من الكلية التقنية بإبراء تخصص تقنية المعلومات-: كانت آمالي أن أتوظف بسرعة في مجال تخصصي، إلا أنه مرت 6 سنوات ولم أحصل على الوظيفة المناسبة، حيث إنني بعد التخرج كنت دائما أتابع إعلانات الوظائف وأسجل فيها ومن ثم أتقدم لاختباراتها ولكن دون نتيجة. وأكدت أن عدد الخريجين في مجال تخصصها كثيرون جدا، والشواغر قليلة جدا، ويتقدم ما يقارب 200 شخص لشاغر وظيفي واحد.
إدارة الأعمال

وأوضح هيثم بن ناصر الراشدي خريج سنة 2015 من كلية صور الجامعية تخصص إدارة الأعمال قائلا: كنت آمل أن أحصل على عمل في تخصصي الذي اخترته ورغبت فيه منذ بداية دراستي في الكلية، ولكن إلى الآن لم أتمكن من الحصول على الوظيفة المناسبة لقلة الشواغر الوظيفية ولزيادة أعداد الخريجين في هذا التخصص كل عام وتشبع السوق منهم.
وأضاف إن من أهم التحديات التي واجهته بعد تخرجه هي المقابلات والوظائف المطروحة من قبل الشركات التي للأسف لم تكن ذات مصداقية في بعض الوظائف، والبعض الآخر لا يعطيك حتى جوابا بعد أن قمت بالتسجيل معهم وانتظرنا شهرا وشهرين ولم أتلق منهم أي جواب، وعدد خريجي هذا التخصص في تزايد سواء كان من الطلاب أو الطالبات، والشواغر شبه منعدمة في هذا التخصص، وإن وجدت يطلب فيها الخبرات الطويلة والتي لا تقل عن 7 سنوات في كثير من الأحيان، والمنافسة محصورة بين ذوي الخبرات والوافد، أما الخريج فيجب أن ينتظر الوظيفة، ولهذا اضطر البعض منهم للذهاب والعمل في تخصصات لا تمت لهم بصلة.
دراسات المعلومات

من جانبه قال إبراهيم بن سالم الغنبوصي خريج 2015 من جامعة السلطان قابوس تخصص دراسات المعلومات: كنت أعتقد أنه بعد تخرجي سوف أعمل على الفور، لأن هذا التخصص مرغوب جدا في سوق العمل، وخاصة أنه التخصص الذي لا يختاره كثير من الطلاب الذكور، لكن تحطمت آمالي حيث لم أحصل على وظيفة مناسبة لتخصصي، كما أنه واجهتني الكثير من التحديات والصعوبات منها وجود شواغر وظيفية في القطاع الخاص ولكنها تتطلب خبرات ، كما أن هنالك الكثير من الشروط المبالغ فيها. وعدد خريجي التخصص من الذكور يعد على الأصابع، أما بالنسبة للإناث فهن كثيرات جدا، ومن تجربتي أرى أنه توجد فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق من بعض التخصصات.
وقالت النصيرية خريجة 2009 من دولة الكويت تخصص مصادر التعليم: قدمت أوراقي وسجلت بالجهات المعنية عقب التخرج ولم يحالفني الحظ في وظيفة مناسبة لتخصصي إلى الآن، وكانت أول عقبة هي قلة الشواغر الوظيفية في مجال تخصصي والعدد الكثير من المترشحين، وأسئلة أغلب الاختبارات في مقابلات التوظيف تعتمد على الثقافة العامة ولا تركز على التخصص، وأرى أن المنافسة على الوظائف غير متكافئة، حيث إنه عندما يتقدم للوظائف باحث عن عمل حديث التخرج يختلف تماما عن الباحث قديم التخرج، من ناحية كم المعلومات ونوعيتها، وأدعو إلى أن يعتمد التوظيف على الأقدمية في التخرج، لتكون هناك مساواة بين الباحثين حتى لا تموت الأحلام والأمنيات.
الإعلام والإعلام الرقمي

وتحدث إلينا علي بن صالح الكاسبي خريج سنة 2014 من كلية صور التطبيقية بصور تخصص الإعلام الرقمي قائلا: كان لدي طموح بأن أحصل على وظيفة تليق بشهادتي، وأن يكون لي دور في خدمة مجتمعي والنهوض به، ومرت 3 سنوات على تخرجي ولم أحصل على وظيفة إلى الآن، حيث إن الكثير من الدوائر والمؤسسات الحكومية مكتفية من هذا التخصص، والقطاع الخاص يتهرب من تخصص الإعلام. وأضاف قائلا: أعتقد أن أعداد خريجي هذا التخصص في تزايد وبشدة، وسوق العمل مكتظ بهم.
التربية الرياضة

كما أوضح صالح بن سعيد المدهوشي خريج سنة 2015 من المملكة الأردنية الهاشمية تخصص التربية الرياضة قائلا: كنت أطمح بعد أن أنهي دراستي في الخارج أن أحصل على وظيفة مناسبة لتخصصي، حيث إن دراسة هذا التخصص لم تمنع من قبل الجهات المعنية، لكن طموحاتي وآمالي تحطمت ولم أحصل على وظيفة إلى الآن. وأكد أن عدد خريجي تخصص التربية الرياضية كبير جدا، ولا توجد وظائف كثيرة في سوق العمل، والمنافسة كبيرة من قبل الباحثين عن عمل.
ويؤكد على نفس الرأي حمود بن سالم النصيري خريج سنة 2015 من جامعة مؤتة بالمملكة الأردنية الهاشمية تخصص التربية الرياضة قائلا: كنت أطمح في الحصول على وظيفة مناسبة لتخصصي إلا أنني لم أتمكن من ذلك إلى الآن بسبب قلة الشواغر الوظيفية وكثرة الباحثين عن عمل في هذا التخصص، والمنافسة قوية من قبلهم والسبب صعوبة الاختبارات النظرية والعملية.
وأوضح محمد بن عبد الله الهاشمي خريج سنة 2015 م من المملكة الأردنية الهاشمية تخصص التربية الرياضة قائلا: كانت آمالي وأمنياتي أن ألتحق بسلك التوظيف بوظيفة معلم تربية رياضية، لكن فشلت تلك الأماني ووقف قطار التوظيف برغم من نجاحي في اختبار التوظيف، كما أنني تقدمت للعمل بالأجر اليومي لكن لم تتوفر شواغر لذلك. وأشار إلى أن عدد الخريجين عدد هائل وكل سنة يتم أخذ عدد بسيط منهم، ولا توجد شواغر كثيرة، ويتمنى تسهيل الاجراءات أمامهم، كما يجب على الجهات المعنية إيقاف البعثات في هذا التخصص لأن سوق العمل مكتف منه.

عمان اليوم-