دول » الامارات

بعد تأييد حبسه أعواماً.. هل تسلم الإمارات فؤاد الهاشم إلى الكويت؟

في 2020/10/21

متابعات-

على مدى ثلاث سنوات، واصل كاتب كويتي يقيم في الإمارات الإساءة للدوحة واتهامها بـ"الإرهاب، ضمن لجوء دول مقاطعة قطر إلى التحريض ضدها واختلاق أكاذيب وفبركات ضد شعبها.

وبينما وجد الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم الإمارات ملاذاً آمناً للإساءة للدوحة، خرج حكم قضائي من داخل الكويت يقضي بسجنه 7 أعوام على خلفية تلك الإساءات، واعتبارها تسيء للعلاقات بين البلدين الخليجيين.

ومع تأكيد الجنائية الكويتية الحكم يبقى تنفيذه مستعصياً؛ بسبب وجود الكاتب المتهم في دولة الإمارات منذ سنوات، مع امتلاك الكويت الحق في مطالبة أبوظبي بتسليم مواطنها إليها لتنفيذ الحكم الصادر عليه.

سجن الهاشم

​وبمرور نحو 3 أعوام على الحكم الصادر بسجن الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم 7 سنوات؛ بتهمة الإساءة إلى دولة قطر، عادت محكمة كويتية لتأكيد الحكم لتنفيذه.

وقالت وسائل إعلام كويتية إن محكمة الجنايات الكويتية أيدت حكماً سابقاً بسجن الكاتب فؤاد الهاشم 7 سنوات؛ لعدم مثوله أمام المحكمة، رغم اعتراضه على الحكم.

وكانت محكمة الجنايات الكويتية أصدرت، في يناير 2018، حكماً بحبس الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، حيث صدر الحكم في غياب الهاشم الذي يعيش منذ فترة خارج الكويت، وتحديداً في دولة الإمارات.

وفي سبتمبر 2017، أمرت محكمة الجنايات الكويتية بإلقاء القبض على الهاشم، بعد أن صدر حكم بسجنه شهراً ونصف الشهر؛ على خلفية قضية رفعها ضده رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بتهمة "الإساءة" إلى بلاده.

ورفعت السلطات الكويتية دعوى أمام المحاكم ضد الهاشم بتهمة "الإساءة إلى رئيس دولة شقيقة (أمير قطر) على منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)"، معتبرة ذلك "جريمة أمن دولة، ومخالفة لقانون الإعلام الإلكتروني".

وقد تلجأ الحكومة الكويتية إلى مطالبة الإمارات، عبر الإنتربول، بتسليم المتهم فؤاد الهاشم لديها، خصوصاً أن هناك اتفاقية أمنية بين الكويت والدول الخليجية تنصّ على تسليم المطلوبين كافة للعدالة في كل بلد.

بدوره علق الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين على خبر تأييد الحكم على "الهاشم"، مستبعداً أن يتم تسليمه إلى الكويت، مشدداً في الوقت نفسه على أن الكاتب الكويتي "في ضيافة بو خالد"، مرفقاً تغريدته بعلم الإمارات.

ويشير "كوهين" إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي ينظر إليه على أنه الحاكم الفعلي للإمارات، واستحالة تسليم "الهاشم" إلى القضاء الكويتي.

ونشط الصحفي الإسرائيلي مؤخراً في الترويج لتطبيع الإمارات والبحرين مع "إسرائيل"، كما شن هجوماً أكثر من مرة على الكويت ومسؤوليها؛ على غرار رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.

مساندة التطبيع ومهاجمة الفلسطينيين

يزخر سجل فؤاد الهاشم الحافل بأسوأ الأمثلة، بعدما سخر قلمه للدفاع عن حروب الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، حيث اشتهر بكونه أحد أكثر الكتاب الداعين إلى تفعيل التطبيع مع "إسرائيل" ومد جسور العلاقات معها، وأيّد ضمنياً وعلنياً أكثر من مرة حروب جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد القطاع المحاصر.

ولا ينسى الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي مقالة سابقة كتبها الهاشم خلال حرب غزة للشماتة والتشفي من أهلها، بعنوان "بالكيماوي يا أولمرت"، حرض وقتها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت على استخدام السلاح الكيماوي لإبادة الفلسطينين في غزة خلال حرب ديسمبر 2008، ويناير 2009.

كما خرج عام 2010 داعياً النظام المصري لقصف حركة "حماس" في غزة بالطائرات؛ في أعقاب الأحداث التي شهدها معبر رفح آنذاك بين شرطة النظام المصري وحشود من غزة خرجت محتجة على ممارسات أجهزة النظام المصري الأمنية ضد قافلة "شريان الحياة".

وكان الهاشم من أوائل المطالبين بالتطبيع؛ ففي سبتمبر 2008، بعث تهنئة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، بسبب قرب توليها منصب رئاسة الوزراء، متمنياً لها في حينه أن تستطيع "تحقيق السلام الشامل والعادل مع جيرانها العرب في أقرب فرصة".

لم يسلم أحد منه

بدأ الهاشم مبكراً الإساءة لقطر؛ ففي فبراير 2009، قضت محكمة كويتية بتغريمه 25 ألف دولار بعد رفع رئيس الوزراء القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، دعوى قضائية ضده، وفي 2014 تمت محاكمة الهاشم في قضية أخرى بشأن تحريضه على قلب نظام الحكم في قطر.

وفي 2011، نشر الهاشم مقالة في "الوطن" الكويتية مطالباً برفض أي محاولة لضم الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إنها دولة تعيش على "المساعدات والقروض الخارجية".

وفي 2013، تم إيقاف الهاشم عن الكتابة في صحيفة "الوطن" المحلية؛ بعد نشره مقالاً يتناول نقداً للشيخ أحمد الفهد الصباح، ابن شقيق أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الصباح.

ومطلع 2018، كتب الهاشم تغريدة على "تويتر" محرضاً خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على سحب سفير المملكة من الكويت للتشاور، قبل أن يطلق العنان لتغريده أخرى يطالب بها البحرين والإمارات بالخطوة ذاتها، معللاً ذلك بأن الكويت أصبحت تقف بشكل أكبر مع قطر في الأزمة الخليجية.