مجتمع » حريات وحقوق الانسان

معرفة الخارجية البريطانية بتعذيب أكاديمي بريطاني بالإمارات.. ومطالبة باعتذار

في 2023/08/04

الغارديان- 

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا قالت فيه إن وزارة الخارجية البريطانية فشلت في ملاحظة تعذيب أكاديمي بريطاني في الإمارات العربية، وذلك بحسب تقرير لجنة برلمانية، وأن طالب الدكتوراه في حينه ماثيو هيدجز تخلت عنه الحكومة البريطانية خلال اعتقاله. وقالت راشيل هول وباتريك وينتور في تقرير لهما إن أمين المظالم في البرلمان وجد أن الحكومة فشلت في ملاحظة إشارات التعذيب، عندما زار المسؤولون البريطانيون الأكاديمي السجين في الإمارات العربية المتحدة. وكان هيدجز قد أدين بالتجسس لصالح الإمارات العربية المتحدة، حيث كان يعد أطروحة للدكتوراه.

وقد اعتقل في أثناء مغادرته مطار دبي وقضى ستة أشهر، حيث قيد وحقن بالمواد المخدرة وتعرض للتحقيق لساعات طويلة قبل أن يصدر عليه عفو في أعقاب صدور حكم عليه بالتجسس. وجاء في تقرير لجنة الرقابة في نتائجها “من الصعب تخيل تجربة ماثيو هيدجز وما تحوله كان مرعبا في سجنه، وزاد الكابوس سوءا من خلال فشل الحكومة، فقد وثق بها وبأنها ستساعده، ولكنهم خيبوا أمله. فشل المسؤولون البريطانيون في ملاحظة التعذيب وفشلوا في التدخل وفشلوا في مساعدته”.

وفي حديث لراديو بي بي سي 4، قال هيدجز إنه كان يأمل من أن تكون النتائج مفيدة وتمنع تعرض آخرين في ظروف مشابهة من التعرض للمعاملة نفسها. و”هذا انتصار شخصي لي، لمعرفة أنها لم تكن تجربتي فقط، باعتراف الآخرين بهذا الألم والانتهاك الذي عانيته مدة طويلة. وهذا شيء حدث لي وأنا ضحية، وهذه هي أول خطوة تساعدني على التعافي”.

وقرر التقدم لأمين المظالم بعدما انتظر وزارة الخارجية لكي تقوم بالتحقيق الموعود الذي لم يحدث أبدا، و”لم نسمع منهم أي شيء طوال الوقت”. وواحد من الأسباب في أن الخارجية لم تلاحق مزاعم التعذيب، بحسب أومبدزمان، هي أن وزارة الخارجية لا تقوم بتقديم شكاوى بدون موافقة.

ولاحظت لجنة التحقيق “اعترف المدير [مسؤول بارز في وزارة الخارجية] أن السياسة قد لا تكون منطقية في ظروف يشعر فيها الشخص المعتقل أنه غير قادر على التحرك بحرية، إلا أن السياسة تعكس واقع قد يختار فيه أشخاص عدم التقدم بشكاوى تعذيب وسوء معاملة للسلطات خوفا من أن تزيد الأمور سوءا”.

كما واعترفت أن مستشار حقوق الإنسان في وزارة الخارجية لم يكن لديه تصريح أمني لنصح هيدجز، وهي تعقيدات ترى اللجنة البريطانية أنه من غير الممكن تجاوزها. وقالت في تقريرها إن السجلات التي قامت بها في ما يتعلق بهيدجز لم تحتو على اعتراف من وزارة الخارجية “بانتظام مزاعم التعذيب وسوء المعاملة”.

ويقول هيدجز إن وزارة الخارجية كانت تعرف بالتعذيب الذي تعرض له في الإمارات، وأن المسؤولين رأوا إشارات، عنه في أثناء لقائهم الأول، حيث رافق رجال ملثمون بأقنعة سوداء” وجو “مقيد” و”مخيف”. وعندما سئل إن كان سيقبل تعويضات مالية قال إنه “لن يرفضها” ولكن المبلغ المقترح “1.500 جنيه” (المبلغ الذي أمرت الحكومة بدفعه للأكاديمي) صغير ولا يعكس تجربته. وقال إن أولويته بأنه “يريد الحصول على اعتذار رسمي من وزارة الخارجية، وتغير ملموس لمساعدة الآخرين في ظروف مشابهة”، متحدثا عن أمثله مثل علي عيسى أحمد، الذي تعرض في أثناء زيارة سياحية له إلى تعذيب، واعتقل بتهمة دعم قطر في عام 2019. إلى جانب الناشط السيخي البريطاني جاغتار جوهال الذي اعتقل وعذب بدون جرم بالهند.

وقال هيدجز إنه يشعر بالغضب لما رآه من علاقة دافئة بين بريطانيا والإمارات، حيث شارك وزير الخارجية جيمس كليفرلي في رحلة صيد مع السفير الإماراتي ووزيرين تلقيا هدايا في البرلمان من مسؤولين إماراتيين رفع هيدجز دعاوى قضائية ضدهما.