دول » الكويت

الكويت.. ترحيب نيابي وشعبي بتعيين السالم رئيساً للحكومة

في 2024/01/06

متابعات- 

وجد المرسوم الأميري الكويتي بتعيين الشيخ محمد صباح السالم رئيساً للحكومة الكويتية ترحيباً نيابياً وشعبياً واسعاً، واعتبروه خطوة نحو إنجاح توجهات أمير الكويت الجديد.

وأصدر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمس الخميس، أمراً بتعيين الشيخ محمد صباح السالم الصباح، رئيساً لمجلس الوزراء الكويتي، وتكليفه بترشيح أعضاء الحكومة، وعرض أسمائهم على أمير البلاد لإصدار مرسوم تعيينهم.

السالم سبق أن تولى عديداً من المناصب، فكان سفير الكويت لدى أمريكا، ووزير الخارجية، فضلاً عن عديد من العضويات المتميزة والمناصب الرفيعة، ويعتبر تعيينه مهماً للاقتصاد الكويت لما يحمله من شهادات في هذا الجانب، بينها شهادة دكتوراة من جامعة هارفارد الأمريكية، حيث يوصف بأنه أحد أبرز خبراء الاقتصاد في البلاد.

ترحيب نيابي

وما إن صدر الأمر الأميري حتى انهمرت التهاني والتبريكات من نواب مجلس الأمة الكويتي، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بترحيب النواب الكويتيين فضلاً عن قطاعات واسعة.

النائب الكويتي ورئيس مجلس الأمة السابق، مرزوق الغانم، قال في تهنئة السالم: "نسأل الله أن يعينه على تحمل هذه المسؤولية الثقيلة"، مؤكداً أن شهادته بالسالم "مجروحة؛ حيث عملت معه كرئيس للجنة الشؤون الخارجية أثناء توليه حقيبة الخارجية في الفصل التشريعي الثالث عشر".

وعبر الغانم عن أمله بأن يعمل السالم على "تصحيح المخالفات التي تسببت بها الحكومة السابقة، وإبعاد كل من تسبب في هذا الفساد الذي أضر بمصلحة الوطن والمواطنين".

أما النائب عبد الله جاسم المضف فقد أكد في صفحته بمنصة "إكس"، أن السالم "أمام استحقاقات وطنية على كافة الأصعدة، تتطلب تشكيلاً حكومياً يليق بتلك الاستحقاقات".

فيما أعرب النائب أسامة الشاهين عن "تفاؤل الشعب برئيس الوزراء الجديد، وتطلعه إلى مسيرة تنموية وإصلاحية، ملؤها التعاون والعمل، للوطن والمواطنين".

بدوره تمنى النائب عادل الدمخي "أن يكون السالم مصلحاً في نهجه واختياره لوزرائه".

وبارك النائب محمد الحويلة "ثقة القيادة السياسية" بالسالم، داعياً إياه "إلى حسن اختيار أعضاء حكومته ليكونوا رجال دولة أكفاء قادرين على تحقيق تطلعات الشعب والتنمية الشاملة المستدامة المرجوة".

وتمنى النائب خالد الطمار "استمرار التعاون بين كل من المجلس والحكومة لاستكمال القوانين المدرجة على الخارطة التشريعية لما فيه الصالح للوطن والمواطنين".

استذكار الماضي

من جانبه أكد النائب مهند الساير أنه ومنذ إعلان استقالة السالم من حكومة ناصر المحمد "كان الشعب داعماً له منتظراً عودته من الباب الكبير".

واستذكر النائب أسامة الزيد موقف السالم الذي دافع عنه باستقالته اعتراضاً على الفساد، قائلاً: "نشد على يديه اليوم فسمعته التي دافع عنها يجب أن يحارب لأجلها، والشعب الذي يحمل المحبة لوالده سيورثها له إن خدم الشعب فرداً وجماعة".

وذكّر النائب فايز الجمهور بضرورة العمل على "مبدأ ومعيار الخبرة والكفاءة لا المحسوبية أو المحاصصة وأن تكون للحكومة خطة وهدف وقرار وبرنامج عمل لتحقيق ما يطمح له الشعب الكويتي ويحقق أهدافه وآماله المنشودة".

النائب محمد الرقيب أبدى أمنيته في أن يسير السالم "في تنمية البلاد بالتعاون مع مجلس الأمة محققاً رغبات الشعب في إرساء الديمقراطية لتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ومنفذاً لمطالب تحسين المعيشة والرفاه للمواطن".

كما أكد النائب ماجد المطيري "ضرورة المضي قدماً نحو تحقيق النهضة الشاملة للبلاد والمساهمة الجادة في تقريب وجهات النظر الحكومية النيابية لإقرار القوانين التي تهم المواطنين".

وأعرب عن أمله بـ"أن يكون هذا التعاون بين السلطتين استمراراً للتفاهمات السابقة في شأن الرؤية الصادقة لمصالح المواطنين".

ترحيب شعبي

وتوالت ردود الفعل الشعبية المعبرة عن الارتياح لهذا الاختيار، وأطلقت عدد من الوسوم على منصة "إكس" مثل "شيخ المسيلة وحبيب الشعب".

وفي تهنئته للسالم، قال الشخصية المجتمعية الكويتية نايف العصلب مخطاباً إياه بقوله: "لتعلم بأنك تقلدت هذا المنصب ونحن نمر بظروف سياسية غير مسبوقة، ويجب عليك أن تكون على قدر هذه الظروف وملفاتها الحساسة، وأنت شاهد على بعض هذه الملفات، وأن تنحاز للشعب مثلما فعل الشيخ ناصر صباح الأحمد رحمه الله".

وأضاف: "لا تتقاعس عن فتح هذه الملفات المهمة والمضي قدماً في تحقيق الإصلاح السياسي الشامل وفتح ملف السرقات لكي لا تفشل، فالكويت لم تعد تحتمل أكثر مما هي فيه الآن".

وترى هيفاء الشمري أن ما لاحظته من التعيين "أن أغلبية الشعب سعداء بتعيين السالم وتكليفه بتشكيل الحكومة"، مضيفة: "المهم أن تبحر سفينة الكويت في بحور التقدم والازدهار وتعود عروس الخليج".

أما إبراهيم بن هندي فقد رأى أن تكليف السالم "هو استمرار لمسيرة الإصلاح، واستكمال لحالة التفاؤل التي بدأت منذ الخطاب الأميري بتاريخ 22/6/2022".

واستذكر خليل جاسم العيسى أبياتاً لوالد رئيس الوزراء الراحل، الشيخ صباح السالم الصباح، أمير دولة الكويت السابق، بقوله: "هذي الأبيات اللي قالها والدك حبيب الشعب، أنا وشعبي كِلِّبونا جماعة الدين واحد والهدف أخدم الشعب .. لو ضاق صدر الشعب ما استر ساعة أضيق من ضيقه واستر لو حب"، مضيفاً: "اجعلها نبراس لرفاهية الشعب".

وهذه الحكومة ستكون الـ 43 منذ الاستقلال قبل 61 عاماً عام 1962 خلال عهد الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح.

وكان لافتاً أن الخطاب الأول للأمير الجديد، يوم 20 ديسمبر الماضي، مختلف عن خطابات من سبقه، فقد حمل توبيخاً لاذعاً للسلطتين التنفيذية والتشريعية، وتعهداً منه بمحاربة الفساد ومحاسبة من "أضروا بالكويت".

وقال في خطابه حينها: "الحكومة والمجلس توافقا على الإضرار بمصالح البلاد، وما حصل في تعيينات المناصب دليل على عدم الإنصاف، إضافة إلى تغيير للهوية الكويتية، وما حصل في ملف العفو وتداعياته والتسابق لقانون رد الاعتبار، وما يزيد في الألم سكوت السلطتين عن هذا العبث كأنها صفقة تبادل مصالح بينهما".