اقتصاد » مياه وطاقة

تفاهم واتفاق بين الكويت والعراق

في 2015/12/24

أحمد بودستور- الوطن الكويتية-

قال أمير الشعراء أحمد شوقي: نصحت ونحن مختلفون دارا ولكن كلنا في الهم شرق ويجمعنا إذا اختلفت بلاد بيان غير مختلف ونطق المثل العربي يقول ( يد الله مع الجماعة) وأيضا (ﻻ يأكل الذئب اﻻ من الغنم القاصية ) وﻻشك أن اي تفاهم وتعاون بين الدول العربية هو خطوة في اﻻتجاه الصحيح ولبنة في بناء العالم العربي الجديد وليس الشرق اﻻوسط الجديد كما تريد الصهيونية العالمية والمخابرات الأمريكية للهيمنة على المنطقة.ان العلاقات الكويتية العراقية تشهد نموا وتطورا بعد فترة طويلة من القطيعة بسبب الغزو العراقي الصدامي الذي مزق الأمة العربية وأوصلنا الى ماوصلنا اليه من فوضى سياسية وبروز التنظيمات الإهابية التي عاثت في الدول العربية فسادا.
ان زيارة وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري للكويت ناجحة بكل المقاييس فقد أعلن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في ختام المباحثات مع الوفد العراقي ان البلدين الكويت والعراق قد تجاوزا كل العقبات والملفات العالقة طوال السنوات الماضية وانه تم التوقيع علي 4 اتفاقيات في مجال التفتيش والسيطرة والشباب والرياضة وبهذا وصل عدد اﻻتفاقيات التي وقعت بين البلدين الي 49 اتفاقيه .
اما الحدث الأبرز في المباحثات بين البلدين هو التوصل إلى اتفاق لتزويد العراق للكويت بالغاز نظرا لوجود فائض من الغاز لدى العراق وحاجة الكويت له وﻻشك أن التبادل التجاري يساهم في انعاش اقتصاد البلدين الذي يعود بالنفع علي الشعبين الكويتي والعراقي ويفتح صفحة جديدة . هناك عتب على الحكومة في العراق والعتب علي قدر المحبة وهو اﻻرنماء في احضان إيران والسكوت عن التدخل الإيراني المكشوف في القرار العراقي الذي لم يعد مستقلا بل تابعا لنظام الولي الفقيه في طهران مما يعتبر خرق فاضح للسيادة العراقية وتهديد للدول المجاورة للعراق ومنها طبعا الكويت . ايضا الحكومة العراقية تدعم ميليشيات الحشد الشعبي التي تقودها وتمولها إيران لتحقيق اهداف مشبوهة علي رأسها شطب السنة العرب من المعادلة السياسية مما يهدد باندﻻع حرب طائفية تحرق الأخضر واليابس.
كان الأجدر بالحكومة العراقية ان تنضم للتحالف الإسلامي العسكري ﻻ أن تهاجمه وتنضم لمحور الشر الروسي الإيراني وهي اليوم بامس الحاجة للمساعدة العسكرية وهي تخوض حربا شرسة ضد تنظيم داعش الذي يحتل مساحات شاسعة من الأراضي العراقية وابرزها محافظتي الأنبار والموصل والتحالف العسكري اﻻسلامي قادر علي مساعدة العراق وطرد داعش من مدينة الرمادي عاصمة اﻻنبار وأيضا الموصل بدون مطالب تمس السيادة العراقية كما تفعل إيران ﻻن التحالف اﻻسلامي يسعي لتخليص الدول العربية واﻻسلامية من التنظيمات اﻻهابية حماية للأمن العربي واﻻسلامي الذي تحيك له الدول الكبري وإيران وإسرائيل المؤامرات لنهب ثرواته وخيراته والهيمنة والسيطرة عليه .
ان الشعب العراقي ابتلي منذ 1958 وهو تاريخ اﻻطاحة بالملك فيصل الثاني بانظمه سياسية قمعية واستبدادية بددت ثروات العراق علي مغامرات عسكرية وحروب عبثية كما فعل المقبور صدام حسين وعلى الحكومة العراقية ان تحسن من المستوى المعيشي للشعب العراقي فلا يعقل أن يعيش هذا الشعب تحت مستوى الفقر ويحتوي على ثاني أكبر احتياطي نفطي وأن يموت عطشا وبه نهري دجله والفرات ويسمي بلاد الرافدين وهذا الشعب هو أولى بثروته من الطبقة السياسية الفاسدة في العراق وكذلك أولى من الحرس الثوري الإيراني بثروات وخيرات بلاده.