سهيلة زين العابدين حماد- مجلة الواحة-
جغرافية الخليج وأثرها على النشاط السكاني:
مما لا شك فيه أن للظروف الطبيعية الجغرافية من موقع وتضاريس ومناخ، وما تحويه الأرض من ثروات أثراً كبيراً في تشكيل نمط الحياة الاجتماعية في أي مجتمع، إذ أنها تؤثر في تكيف المجتمع الذي يعيش على أرضها، والأعمال والحرف التي يزاولها، والعادات والتقاليد والأعراف والقوانين التي تنظم حياته.
وعند دراستنا للحياة الاجتماعية للساحل الغربي للخليج العربي، أرى أنه من الضرورة بمكان أن نبدأ بإلقاء نظرة سريعة على موقعه، وتضاريسه، ومناخه وثرواته الطبيعية، لتساعدنا هذه النظرة، في التعرف -بصورة أكثر عمقاً ووضوحاً- على فهم أنماط الحياة الاجتماعية لهذه المنطقة، بل وتاريخها وحضارتها ونهضتها.
والواقع أن الخليج العربي عبارة عن مسطح مائي ليس قائماً بذاته، وإنما هو امتداد داخلي لخليج عمان، ويكونان معاً ذراعاً للمحيط الهندي[1] . ويعرف القسم الجنوبي منه باسم خليج عمان الذي ينتهي بمضيق هرمز، ويتسع بعد ذلك مكوناً الخليج العربي.