دول » الكويت

النجاح والفشل.. بيد الحكومة

في 2016/03/12

يوسف الشهاب- القبس الكويتية-

لا يتحقق النجاح في أي دولة تسعى لتطوير الحياة العامة فيها بالتمنيات، ولا بالأماني، فلا السماء تمطر نجاحا تتطلع إليه، ولا التمنيات تقوده إلى ما يريد الوصول إليه، وحده العمل والقدرة على مواجهة الصعاب وتخطي العراقيل والتصميم بالإرادة الصلبة على عبور كل صعب، وحدها هذه تصل بالدولة إلى ما تبحث عن الوصول إليه، ولو كنا من سنوات نعمل في إطار هذا المفهوم لما كانت هذه حالنا، ولم جلسنا اليوم نشتكي من واقع نراه أمامنا فيؤلم قلوبنا، وبيننا من هم يملكون خبرة الإدارة، تجربة الإنتاج والعطاء والقدرة على تخطي كل الصعاب، لكن حكوماتنا اختارت الركون وعدم المبادرة والتردد بالقرار بالتهاون تارة وفي الخوف من النتائج تارة أخرى، وكأنها لا تعلم ان الفشل في الخطوة الأولى هو بداية الطريق إلى النجاح وتحقيق الطموحات التي تريدها.
بلد صغير وسكان قليلون هذا هو الكويت، خيراتها كثيرة بفضل وبركة من رب العباد وإمكانات بشرية وفنية وإدارية مبهرة متوافرة في كل زاوية من زوايا البلاد، واستعداد لبذل كل جهد، ومع ذلك تقف حكومتنا على الضفة الأخرى، وكأنها تبحث عن الراحة والاستجمام، بدلاً من عوار الرأس بالعمل الجاد بالمشاريع وبالقرارات المصيرية ذات التأثير المباشر حتى على أوضاعنا المالية، ولو كانت حالنا غير ذلك لما تراكمت علينا المشاكل بكل صنوفها، ولما أصبحنا اليوم نبحث عن منقذ أجنبي يقدم لنا الحلول لقضايانا، وبين أيدينا من هم أكثر من هذا المنقذ تجربة ودراية في إدارة شؤون الحياة العامة والدولة خلف الله علينا.
قد تتعثر أي دولة في خطوة من خطواتها الاستراتيجية والتنموية، سواء بتأخرها أو عيوب بالتنفيذ أو فشل في اتمام المشاريع لأي سبب قاهر من الأسباب، تلك أمور قد تكون متوقعة، لكن الأهم من هذا التعثر هو البحث في كيفية الخروج والقفز على كل المعوقات وبالصورة التي تكفل نسيان أي فشل وتعثر بإرادة لا تقف أمامها التحديات ولا المعوقات، ولنا أمثلة في دول أخرى كانت في منتصف ركب العالم التنموي، فإذا هي اليوم على كل لسان بالتطور والرقي ومكانة اقتصادية على مشارف العالمية مثل سنغافورة ودبي وماليزيا، فما الذي ينقصنا أن نكون دولة ذات متانة اقتصادية متنوعة وبلادا تزخر بالمشاريع، خالية من العيوب والفشل في الأداء على كل صعيد لا شيء غير التردد واللاءات.