مجتمع » ظواهر اجتماعية

السعوديات الُمدخِّنات !!

في 2016/03/26

طلال القشقري- المدينة السعودية-

أصبح مجتمعنا محلّ اهتمام الإعلام العالمي، يتابعه بشغف ويُخصّص له مكاناً بارزاً في تغطياته ونشراته!.

صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تناولت موضوع السعوديات المُدخِّنات، وقالت إنّ عددهنّ بلغ ٦٠٠ ألف، وتطرّقت للمشكلات التي تنتج عن تدخينهنّ، وأهمّها النبذ الاجتماعي من ذويهنّ وأزواجهنّ غير المُدخّنين، وقد وقعت حالات طلاق بسبب ذلك، فضلاً عن خطورة التدخين على صحتهنّ، وعلى صحّة أطفالهنّ لأنّ استنشاق الأطفال للدُخّان هو في خطره مثل الخطر الذي يلحق بالمُدخِّن إن لم يكن أشدّ!.

والصحيفة صادقة فيما قالته، وتدخين السعوديات صار ظاهرة متنامية، وأتمنّى مكافحتها من جهتين مختلفتين، في نفس الوقت وبذات المجهود!.

الجهة الأولى ذاتياً، أي من المُدخّنات أنفسهنّ، فالسيجارة أو الشيشة أو المُعسِّل حَرْقٌ للمال، وقتْلٌ بطيءٌ للنفس، ورُبّ مُتعة زائفة لدقائق تجرّ عذاباً لسنوات، والمرأة السعودية مُتديّنة، وهذا حافز كي تمتنع المُدخّنات عن آفة التدخين!.

والجهة الثانية هي من مجتمعنا، فمن الأسباب التي أدّت لتنامي ظاهرة تدخين النساء: بطالتهنّ، فهناك آلاف الخرّيجات العاطلات، «الفاضيات» في بيوتهنّ بلا وظائف، بسبب برامج التوظيف المتواضعة التي يُشرف عليها الرجال ولم تُفلِحْ كثيراً، و»الفاضي» يعمل قاضي، والمرأة «الفاضية» بين أربعة جُدران قد تُدخّن «ليش» لا؟!.

كذلك، ساهمت محدودية وسائل الترفيه للمرأة السعودية في جرّها لمستنقع التدخين، فلا توجد مُلتقيات نسائية رياضية وثقافية واجتماعية كافية، ولا أماكن عامّة كثيرة تُفيدها وتُلهيها عن التدخين، إلّا مُولات مُكرّرة للأزياء والطعام، ومقاهي في بعض المدن الكُبرى ممّا تشمل قوائم ضيافتها بعض وسائل التدخين!.

من الجهتين مطلوب مكافحة الظاهرة بإخلاص، ليصبح لدينا مجتمع خالٍ من المُدخِّنات، كما من المُدخِّنين الرجال، سواءً بسواء!.