علاقات » عربي

تصريح لوزير العدل بالكويت يضعه بدائرة الهجوم

في 2017/01/09

انتقد نواب بمجلس الأمة الكويتي ومغردون، تصريحا لوزير العدل في بلادهم، قال فيه إن «الأمة العربية بدون مصر لا قيمة لها».

وكان وزير العدل الكويتي «فالح العزب»، قال خلال مؤتمر صحفي له بجامعة القاهرة، الخميس الماضي، إن «الكويت تعلمت الكثير من مصر»، مشيداً بدورها في الأمة العربية، ومؤكدا أن «الدول العربية دون مصر تُعتبر دول على الهامش»، على حد تعبيره،.

وأضاف «العزب»: «نحن لا نجامل عندما نقول إننا في بلدنا الثاني مصر، بل نحن في بلدنا الذي زودنا بكل جوانب الحياة، الكويت والأمة العربية بأكملها بدون مصر تُعتبر دول على الهامش لا قيمة لها بدون القائد في جمهورية مصر العربية».

التصريح رفضه البعض، واعتبره انتقاصا من قيمة الكويت وبقية دول الخليج.

وقال عضو مجلس الأمة الدكتور «جمعان الحربش»، على حسابه الخاص بـ«تويتر» منتقدا تصريح «العزب»: «الإشادة بمكانة مصر يجب أن لا تكون عبر التقليل من مكانة الكويت ودول الخليج، وتصريح وزير العدل مهين، وعليه الاعتذار».

كما ألقى النائب «رياض أحمد العدساني» باللوم، فيما يخص تصريح الوزير، على رئيس الحكومة، بسبب ما أسماع «عدم توجيهه لوزرائه»، بحسب «بوابة القاهرة».

وكتب «العدساني» في حسابه بـ«تويتر»: «على رئيس الوزراء توجيه الوزراء؛ للوقوف عند مسئولياتهم، وإذا كرر وزير العدل تصريحه: بدون مصر، سنصبح دولًا على الهامش، سنجعله هو وزيرًا على الهامش».

كما أطلق ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وسما بعنوان«وزير سكوب»، صبوا فيه جام غضبهم من تصريحاته، مؤكدين أن قوله يمثل نفسه فقط وأنه لا يفهم واقع مصر حاليا، مطالبين إياه بأن يشغل نفسه بأشياء مفيدة أو يتقاعد ويجلس في البيت.

وكتب «الفهد»: « يبدوا أن الوزير يجهل بالسياسة وواقع مصر في هذا الوقت.. حاول أنك تشغل نفسك بأشياء مفيدة.. أو تقاعد عن العمل واجلس بالبيت أفضل لك».

وأضاف «عادل المتقاعد»: «لا تمدح دولة لم تشارك فعليا بتحرير الكويت مشاركين بعدد محدود بقوة برية عند الحدود ولم يطلقو طلقة واحدة ورئيسهم كان يقبض ليتكلم».

وتابعت «بدرية»: «المصريون تاريخياً كانوا على الهامش يا وزير سكوب.. وما لك إلا الاعتذار أو الاستقالة».

بينما غرد «بيت القصيد»: «مصر ما سرت نفسها تبيها تسرنا.. انتم شردان وتبون تشردونا معاكم.. شوف التاريخ وشوف منو اللي فتح مصر وكسرا.. وتعرف كوعك من بوعك».

وكتب «عبد الرحمن العتيبي»: «8 مليون مصري يعملون في الخليج وودائع بالمليارات في البنك المصري من الخليج.. نفط بلاش لمصر.. اعتقد مصر بدون الخليج ستكون بالهامش».

وتساءل «الشلاحي»: «الكويت والكويتيين ليسوا علي الهامش.. ولا عمرنا نصير بحكمة وقيادة صاحب السمو أطال الله بعمره.. هل عندك عقدة نقص؟!».

الوزير يرد

وفى أول رد من وزير العدل الدكتور «فالح العزب»، على هذا الغضب، قال إن «مقاصد حديثه، كانت تستهدف الإشارة إلى مواقف مصر التاريخية، تجاه قضايا العرب بشكل عام، وقضايا الكويت بشكل خاص، ودورها المؤثر في خدمة الجامعة العربية؛ انطلاقًا من مكانتها، وأهمية دورها في تحقيق التكامل العربي المنشود في مختلف الجوانب».

وأكد «حرص الكويت على دعم وتعزيز مبدأ التكامل بين الدول العربية، بما يخدم قضاياها في المحافل الدولية».

واستغرب «العزب» في تصريح لصحيفة «الرأي» أن يتم استقطاع جملة في هذا اللقاء التليفزيوني، من دون استكمال الفكرة كاملة، وتوضيح المقاصد الحقيقية من ورائها، داعيًا إلى «ضرورة توحيد الجهود، من أجل دعم الإجماع العربي، وتوسيع قنوات التنسيق والتواصل؛ لخدمة القضايا العربية، في مختلف المجالات».

وأضاف «العزب» أن «حديثه التليفزيوني كان متعلقًا بالجامعة العربية، ودور مصر التاريخي فيها، ومنها الموقف الذي لا يمكن أن تنساه الكويت، عندما هددها حاكم العراق عبد الكريم قاسم، في العام 1961، فكان الموقف المصري بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر والجامعة العربية، حازمًا وحاسمًا، فضلًا عن دور مصر المشرف الذي قامت به في اجتماعات الجامعة العربية؛ لنصرة الحق الكويتي، خلال فترة الغزو الصدامي الغاشم على الكويت».

وأوضح أنه «تحدث في اللقاء التلفزيوني الذي أجراه في القاهرة عن جامعة الدول العربية، وضرورة تحقيق التكامل بين أعضائها».

وأضاف: «أكدت أهمية دور مصر ووجودها المؤثر في الجامعة؛ لخدمة القضايا العربية»، لافتًا إلى أن «استقطاع جملة، قيلت خلال اللقاء؛ بقصد الإشارة إلى مكانة مصر الكبيرة في قلوب الكويتيين والعرب جميعًا، وتوظيفها في سياق آخر، أمر يثير الاستغراب».

وتمر العلاقات الخليجية المصرية بأسوأ أطوارها منذ الانقلاب، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

وجاء فشلُ محاولاتِ الوساطة التي سعَت إليها بعض دوَل الخليج، من بينِها الإمارات والكويت والبحرين، للإصلاحِ بين مصر والسعوديّة، ليؤكِّدَ انعدامِ الثقةِ الشديد بين البلدين، وذلك بعد عدّةِ أشهرَ فقط، بدا فيها كأن تحالُفًا استراتيجيًّا يجمعهما.

ورجح مراقبون تصاعد التوتر في العلاقات الخليجية المصرية خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن الوزن الاستراتيجي للدول النفطية قد تراجع لدى القاهرة بعد الاتفاق النووي الغربي مع إيران، وتوقيع «الكونغرس» قانون «جاستا»، وانهيار أسعار النفط، بشكل دفع مصر للبحث عن حلفاء جدد.

ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن «السيسي» الذي لم ترضهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان».

وكالات-