دعوة » فتاوى

مئات الفتاوى حرمتها من القيادة فكيف سمح الملك بالقيادة

في 2017/09/28

هاف بوست عربي-

في الوقت الذي اجتهد علماء دين على مدى السنوات الماضية بإصدار فتاوى تُحرِّم على المرأة قيادة السيارة، أرفق الملك سلمان بن عبد العزيز خبر السماح للسعوديات بقيادة السيارة بحكم شرعي مناقض لكل تلك الفتاوى.

وقال في الأمر الملكي، الذي صدر مساء الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول، إن "الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وإن مرئيات من تحفَّظ عليه سابقاً تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة، التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن..."

وتابع في القرار الذي جاء صادماً للسعوديين، إلى أن "هيئة كبار العلماء لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة، في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة".

وأشار الأمر الملكي إلى الأخذ بعين الاعتبار "ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك، مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها".

وبالفعل سارعت هيئة كبار العلماء بنشر تغريدة مؤيدة لقرار الملك السعودي.

ويأتي هذا القرار بعد أيام على منع السلطات السعودية داعيةً من الإمامة، بسبب "إثارته للرأي العام"، لقوله في محاضرة عن "مفاسد" قيادة المرأة السيارة، إن النساء "بربع عقل".

والجمعة قالت إمارة منطقة عسير (جنوباً)، إن أمير المنطقة فيصل بن خالد "وجّه بمنع عضو الإفتاء في المنطقة، الشيخ سعد الحجري من الإمامة والخطابة وجميع المناشط الدعوية، بسبب إثارته للرأي العام خلال محاضرة ألقاها في أحد الجوامع تحت عنوان: عشرون مفسدة لقيادة المرأة للسيارة، وما ورد فيها من عبارات تثير الرأي العام، ووصف النساء بأنهن ناقصات عقل ودين".

ويبدو أنَّ ذلك الاعتقال كان تمهيداً لإصدار القرار، لأنه وعلى مرِّ السنوات الماضية اعتاد أعضاء من هيئة كبار العلماء إصدار فتاوى مشابهة، منهم صالح بن فوزان العضو في الهيئة، الذي قال في إحدى فتاواه، تحت عنوان: مفاسد قيادة المرأة للسيارة، إن "قيادة المرأة للسيارة فيها محاذير، النظر إلى مصلحة جزئية، ففيها محاذير كثيرة، ولا ينظر إلى جزئية وتترك بقية الأضرار، درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، هذه قاعدة شرعية"

عضو آخر في الهيئة، وهو الشيخ محمد بن صالح العثيمين، كان قد اعتبر في تصريح سابق "أن قيادة المرأة للسيارة تجرّ مفاسد كثيرة، منها نزع الحجاب، وتكون محط أنظار للرجال".

وفي تصريحات سابقة لعضو هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالله المنيع، قال "إن منع المرأة من قيادة السيارة تكريم من الدولة لها، وحفاظ على عفتها وأنوثتها".

والسعودية التي تُطبِّق الشريعة الإسلامية ومعايير اجتماعية صارمة، هي -إلى حين دخول القرار الجديد حيز التنفيذ- الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات. كما تفرض المملكة على الإناث الحصول على موافقة ولي أمرهن، الوالد أو الأخ أو الزوج، قبل السماح لهن بالسفر أو الزواج أو الدراسة.

لكنّ المملكة أدخلت قبل أشهر قليلة تعديلات على نظام "ولاية الرجل" على المرأة، أمرَت بموجبها باستثناء نشاطات منها، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية، في خطوة طالبت ناشطات سعوديات باستكمالها عبر إلغاء هذا النظام برمته.