ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

مخاطر على السعودية من احتمال التطبيع مع إسرائيل.. ماذا تعني؟

في 2023/08/21

الخليج الجديد- 

يجري وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اتصالات في واشنطن حول فرص التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، وصرح الأحد بأن "إسرائيل لن تعارض بالضرورة تطوير السعودية برنامجا نوويا مدنيا مقابل تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض في إطار صفقة أمنية عسكرية بين السعودية والولايات المتحدة".

وتواجه الرياض مخاطرة محتملة داخليا وخارجيا في حال أقدمت بالفعل على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، ضمن صفقة تتوسط فيها واشنطن وتتطلب تنازلات من العواصم الثلاث وتعهدات إسرائيلية بشأن حقوق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وبحسب تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، عرضت السعودية على الولايات المتحدة إمكانية التطبيع مع إسرائيل مقابل توقيع الرياض على اتفاقية دفاع مع واشنطن والحصول على أسلحة أمريكية متطورة ودعم لبرنامج نووي مدني سعودي، إلى جانب تعزيز آفاق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

1- بشدة، ترغب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقامة علاقات رسمية معلنة مع السعودية، بينما ترهن الرياض الأمر بانسحاب تل أبيب من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

2- السعودية تواجه حسابات أكثر تعقيدا وخطورة مقارنة بالإمارات والبحرين، الدولتين الخليجيتين اللتين وقَّعتا مع إسرائيل في 2022 "اتفاقيات إبراهيم" لتطبيع العلاقات بوساطة واشنطن، فعلى الرياض أن تزن بعناية الآثار السلبية المحتملة داخل المملكة وعلى أدوارها القيادية العربية والإقليمية والعالمية.

3- ربما يثير أي اتفاق تطبيع مع إسرائيل ردود أفعال غاضبة داخل السعودية في وقت يواصل فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهوده لتمهيد الطريق نحو خلافته لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.

4- تمتلك السعودية مكانة بارزة في العالمين العربي والإسلامي، وتطبيعها المحتمل ربما يفتح الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات مع مزيد من الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى استغلال القدرات الضخمة لأكبر اقتصاد بين دول مجلس التعاون الخليجي.

5- من المرجح أن يستغل خصوم السعودية، مثل إيران وشبكة الجماعات المسلحة التابعة لها في الدول العربية المجاورة، "بقيادة حزب الله" في لبنان، أو جماعات مثل "القاعدة" و"الدولة"، الفزع الشعبي المتوقع بين العرب والمسلمين إذا تم تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

6- تعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وربما يؤدي تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض إلى انهيار المصالحة الراهنة بين السعودية وإيران، بعد أن استأنفتا علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في المنطقة.

7- ربما ينشط الصراع بين السعودية وإيران في دول بينها اليمن ولبنان والعراق؛ لذلك ترغب الرياض في توقيع اتفاقية دفاع مع واشنطن على غرار التزامها تجاه حلفائها في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

8- قد تكثف إيران من أنشطة مضايقة واحتجاز ناقلات النفط في ممرات بحرية حيوية، لاسيما في مضيق هرمز الرابط بين الخليج العربي والمحيط الهندي والذي يمر عبره 20% من نفط العالم، بما يهدد اقتصاد السعودية الذي لا يزال يعتمد على صادرات النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.

9- أي اضطرابات أمنية محتملة في المنطقة، ولاسيما عبر هجمات جديدة على السعودية بصواريخ أو طائرات بدون طيار، من المحتمل أن تُضر بجهود الرياض لجذب استثمارات أجنبية والاستفادة من استثمارات كبيرة ضختها بالفعل في قطاعات بينها السياحة والرياضة والثقافة، ضمن رؤية 2030 الهادفة بالأساس إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.

10- السعودية قد تحصل على مطالبها الثلاث من الولايات المتحدة بشأن الدفاع والأسلحة والبرنامج النووي، لكن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل ربما ترفض تقديم أي ضمانات بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ما قد يثير اتهامات للرياض بالتخلي عن فلسطين القضية المركزية الأولى في العالمين العربي والإسلامي.