تواصل » تويتر

كيف استعدت (الداخلية والاستخبارات) السعودية لتنفيذ الإعدامات وتقدير ردود الفعل؟

في 2016/01/07

شؤون خليجية-

نشر المغرد السعودي "مجتهد" سلسلة تغريدات عما اجتمع لدى وزارة الداخلية والاستخبارات السعودية عن ردود الفعل التي يمكن أن تحدث بسبب الإعدامات – التي نفذتها المملكة مطلع العام الحالي على 47 مدانًا بالإرهاب- سواء من إيران أو من غيرها.

وأوضح "مجتهد" أن الداخلية السعودية لا تتوقع رد فعل سلمي من القاعدة، لكن لا تستبعد رد فعل مسلح، سواء في فترة قريبة أو بعيدة، موضحا أن معلومات الداخلية، أشارت إلى أن عناصر القاعدة لديهم رغبة شديدة بالانتقام، لكن ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذه الرغبة، بسبب محاصرتهم على مر السنين، كما توفرت معلومات جديدة بعد توسع نفوذ القاعدة في اليمن، تدل على أنهم الآن أقدر على تنفيذ التهديدات، لكن لم تكتمل الصورة في شكلية التنفيذ.

ولفت إلى أن الداخلية لا تقلق من عمليات تستهدف رجال أمن أو أهداف مدنية سواء سعودية أو غربية لأن هذه الأهداف ستضر القاعدة أكثر مما تنفعها وتقوي السلطة ضدها، لكن تخشى من استهداف العائلة الحاكمة، لأن مثل هذا الهدف قد يربك التوازن في العائلة، وربما يحظى بتعاطف شعبي بعد تململ الناس بسبب تردي الأوضاع.

وبين "المغرد السعودي" أن الداخلية تخشى على المنشآت النفطية، لأنه يحرج السلطة، كونها لم تتمكن من تأمين تدفق النفط، وهي المهمة الأساس في رضا القوى الكبرى عن هذه السلطة، وهكذا فلديهم معلومات عن رغبة القاعدة في الانتقام، وأن قدراتهم التنفيذية تحسنت، لكن لم تتوفر معلومات عن التفاصيل ولذلك أخذت احتياطات عامة.

وانتقل "مجتهد" للحديث عن ردة الفعل على نمر النمر وبقية الشيعة، لافتا إلى أن الحديث عنه معقد ومتداخل ومرتبط بالتطورات الزمنية والدور الإيراني وتوجه الطائفة الشيعية.

وقال: إن من المستبعد أن تستخدم إيران قوتها العسكرية في حرب مباشرة، لكن لديها أوراق تسرب ما يدل على أنها تريد تحريكها ضد السعودية، حيث كانت إيران قد تلقت تطمينات غير مباشرة أيام الملك عبدالله، أن النمر لن يعدم، وحتى بعد استلام الملك سلمان بن عبد العزيز، كان تقديرهم أن الإعدامات لن تشمل نمر النمر، ولهذا السبب لم تكن إيران متهيئة دبلوماسيا وسياسيا ومخابراتيا بشكل جيد للتعامل مع الحدث، وتصرفت بعجلة وارتباك بتصرفات حمقاء منها حرق السفارة السعودية.

وأشار المغرد السعودي، إلى أن إيران متحسرة أن صدر عنها هذا الفعل، ليس احتراما للسعودية، لكن لأنها ظهرت بمظهر المتهور العاجز الذي خرق قوانين دولية بسبب غضب مستعجل، موضحا أن المعلومات تقول أن هذا التصرف صدر عن جناح انفعالي في المؤسسة الإيرانية، له نفوذ وحصانة، ولذلك رغم اعتذار إيران فلن يتعرض من حرق السفارة للعقاب.

ولفت إلى أن الخطورة لا تأتي من هذا الجناح المتشنج بل من الجناح الأقوى والأكثر نفوذا والذي يعمل بطريقة إستراتيجية هادئة ويعرف كيف يستخدم أدواته ضد الخصم، مضيفًا أن السعودية لم تحمل هم الجناح المتشنج، لأنه ضر ويضر إيران أكثر مما ينفعها، وكل تركيز السعودية كان ولا يزال منصبا على حساب ردة فعل الجناح الآخر.

وقال "مجتهد": إن تقدير السعودية - وهو تقدير صحيح- كان أن هذا الجناح (الهادئ) لا يريد أن يربك التعاون غير المباشر بين السعودية وإيران في محاربة "داعش"، وكذلك اعتقدت السعودية أن النمر ليس غاليا على إيران، لأنه عارض بعض سياساتهم، ويقال إنه أبعد منها بعد أن كان فيها لدراسة العلوم الشيعية.

وأكد أن السعودية لم تدرك أن إيران لا تنظر للنمر بصفته مؤيد أو معارض لسياستها، بل بصفتها مدافعة عن الرموز الشيعية في السعودية حتى لا يتجرأوا على غيره، وقد أخبر الأمريكان السعودية أن الأمر أخطر مما يتصورون، وأن الإيرانيين لديهم أوراق خطيرة، منها تحريك الشيعة ومنها تغيير برنامج وخطة الحوثيين، لافتا إلى أن التيارات الحركية المؤثرة في الشارع الشيعي السعودي، متعددة بطيف كبير سواء في خياراتها للعمل المسلح والسلمي، أو في قربها وبعدها من إيران.

وأكمل "مجتهد" تغريداته قائلا: "صحيح أن إيران لا تؤثر إلا على جزء من هذه التيارات، لكن الجزء المنظم والمدعوم دائما أكثر قدرة على صناعة الحدث من التيار غير المدعوم"، موضحا أن التيارات المتأثرة بإيران فيها السلمي وفيها المسلح، والمسلح عدده ليس بقليل، ولديه من التدريب والتسليح ما يكفي لمواجهة خطرة في بعض مدن الشرقية.

وأشار إلى أن إيران -على مدى سنين- أقنعت التيارات المتأثرة بها بكبح جماح غضبها لأن السعودية تقوم بدور جيد في تمكين إيران من العراق ومحاصرة السنة، ومن المفارقات أن إيران لم تكن متحمسة للتظاهرات والتجمعات التي حصلت قبل سنتين، رغم تغطيتها بوسائل إعلامها والتعاطف معها في سياق المجاملة.

وأضاف "مجتهد" أن إيران لم تقف مكتوفة اليدين بل تهيأت للمستقبل ونظمت ودربت عددا من الشيعة السعوديين في سوريا ولبنان والعراق لتحريكهم عسكريا عند اللزوم، مؤكدا أن الداخلية السعودية لديها علم بوجود متدربين شيعة داخل السعودية بسلاحهم وعتادهم لكنها لا تستطيع تحديد هوياتهم وانتشارهم ولا تقدير حقيقي لقوتهم.

وبين أن الأمريكان أوصلوا للحكومة السعودية حديثا أن عدد الشيعة القادرين على التحرك عسكريا يكفي لخلخلة الوضع، بل ربما فوضى في أجزاء من المنطقة الشرقية ونصحت أمريكا السعودية أن تخفف التصعيد وتسحب التوتر ولا تراهن على احتياطاتها الأمنية، لكن السعودية أكدت أنها قادرة على احتواء الموقف أمنيا.

وقال إن الداخلية السعودية تراهن على أن التحدي الشيعي المسلح محدود وقابل للاحتواء، لكن دوائر المباحث تعترف أن هناك قلق حقيقي من خطأ في التقدير وخوف من مفاجآت.

وتساءل "مجتهد": "هل بالغ الأمريكان في تحذير السعودية لتحقيق أجندة أمريكية أو أن نصيحتهم صادقة؟"، قائلا: "لم تتوفر حتى الآن معلومات والوقت كفيل بالإجابة".

وأشار إلى أن الورقة الثانية التي يستطيع الإيرانيون تحريكها هي اليمن، حيث كانت إستراتجيتهم أن يتمكن الحوثيون داخل اليمن، دون حاجة لاجتياح مدن سعودية وعملا بذلك، اكتفى الحوثيون في مناوشاتهم الحدودية باختراقات محدودة لأجل تقوية موقفهم في المفاوضات، وليس بهدف التقدم باتجاه جازان أو نجران.

وتابع "مجتهد": "يبدو أن الوضع تغير الآن، وقد أبلغت أمريكا السعودية أن إيران ربما تضغط على الحوثيين لشن هجوم واسع وتحديدا باتجاه جازان وليس نجران"، قائلا: "لا نريد الإرجاف بأحد لكن من المصلحة أن نعترف أن الاستعداد العسكري والمعنوي والفني والتنسيقي لا يضمن إيقاف اجتياح حوثي قد يصل إلى جازان".

وأضاف: "إيران لا تريد من هذا الاجتياح تشبث الحوثيين بجازان والبقاء عليها محتلة بل تريد استخدامها كوسيلة تركيع للسعودية للقبول بالمطالب الإيرانية، وسبب القلق على جازان تحديدا لأن بين مدينة جازان والحدود سواتر تحمي الحوثيين من الطيران من قرى ومزارع وأدغال وتضاريس غير موجودة في جبهة نجران".

ولفت إلى أن أمريكا قلقة من التصعيد لهذه الأسباب وتخشى فقدان التركيبة الهشة التي حققت لها قدرة في جمع السعودية وإيران في خندق واحد ضد داعش والقاعدة، مشيرا إلى أن تقدير أمريكا صحيح فلولا مشاركة السعودية في التحالف العالمي عسكريا وسياسيا وإعلاميا واستخباراتيا ودعمها للثورات المضادة لسقطت بغداد بيد داعش.

وأختتم قائلا: "لذلك لا تلام أمريكا على هذا القلق، فإنه لولا التفاهم السعودي الإيراني غير المباشر لاجتاحت داعش العراق والخليج ولاجتاحت القاعدة اليمن".