الخليج العربي-
المستقبل؟ إنه أمر معقد. فهو يقدم مجموعة هائلة من الاحتمالات- سواء احتمالات جيدة أم سيئة أم مزيج بينهما- ولكنه، في الغالب، يفاجئنا. وكما كان الحال في الربيع العربي، وتطور الأحداث في ليبيا بعد الصراعات، والحرب الأهلية في سوريا، لم يتطور شيئًا بهدوء كما كنا نأمل.
بالطبع الأمل ليس العنصر الأكثر منطقية في توقع المستقبل، لكن المعرفة والفكر هما الشروط الأساسية للحفاظ على الحد الأدنى من المفاجأة الإستراتيجية، ولكن حتى ذلك الحين سيظل عالمنا هو المكان المحفوف بعدم اليقين. فالعاصفة التي اجتاحت مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل بضعة سنوات لم تكن خفية- ولكن اللغز يكمن في كيف ومتى تأتي تلك العاصفة.
لكن الشكوك التي تساورنا هي السبب وراء عدم الراحة وانتظار المستقبل أن يأتي بما في جعبته. القرارات السياسية في الوقت المناسب لها بالغ الأثر، ومهمة معهد الاتحاد الأوربي للدراسات الأمنية هي المساهمة في اتخاذ القرارات المستنيرة. في هذا التقرير، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للمستقبل في العالم العربي- وتتوقف تلك السيناريوهات على قرارات صانعي السياسات. في حين أن هناك أمورًا في المستقبل لا يمكننا تغييرها بسهولة- مثل تغير المناخ أو بعض الحقائق الديموغرافية- إلا أنه يمكن التأثير على مسار الأحداث والعمليات الأخرى: قد يغادر القطار المحطة، ولكن الأمر متروك لأصحاب القرار باختيار المفاتيح الصحيحة.
ومن هذا المفهوم، يسعى تقرير معهد الاتحاد الأوربي للدراسات الأمنية هذا بإرسال رسالة تفاؤلية، فهو يوضح أن في حين أن المستقبل الأفضل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس واردًا، إلا إنه من الممكن اتخاذ القرارات الصحيحة اليوم. والحل البديل- بالجلوس وانتظار الأمور أن تأخذ مجراها الطبيعي- ليس خيارًا بكل بساطة، لا في المنطقة ولا في أي مكان آخر.
ومن المفارقات، أن حتى أفضل الأحداس قد يثبت خطأها، لأنها تدفع بالسياسات المصممة لتفادي المستقبل القريب الذي تتصوره. في الواقع، في العام 2025 قد نقرأ هذا المنشور باستمتاع لأن بعض توقعاته المتشائمة قد تكون بعيدة عن الهدف. نأمل هذا بالفعل.